[لماذا النساء هن الأقل في الجنة؟!]
المجيب د. محمد بن سليمان المنيعي
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
التصنيف الفهرسة/الجديد
التاريخ ١٦/٠٤/١٤٢٧هـ
السؤال
ورد في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أقل ساكني الجنة النساء".
والكثيرون يسألون عن هذا الحديث، كيف يكون هذا منصفا للنساء؟ ألا يجب أن يكون عدد الرجال والنساء متساويا في الجنة؟
وكونهن قليل في الجنة هل يعني أن الرجال سيطغون في عددهم في الجنة؟ فأرجو توضيح هذه المسألة.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
صح من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء فقال: "يا معشر النساء تصدقن؛ فإني رأيتكن أكثر أهل النار". فقُلْنَ: وبم ذلك يا رسول الله؟ قال: "تكثرن اللعن، وتكفرن العشير ... ". الحديث رواه الشيخان البخاري (١٤٦٢) ، ومسلم (٨٠) . وروى مسلم (٢٧٣٨) وغيره من حديث عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أقل ساكني الجنة النساء".
والعلة في ذلك جاءت مفسرة في حديث أبي سعيد المتقدم: "أنهن يكثرن اللعن ويكفرن العشير". وفي كتاب الأخبار للالكائي قالوا: يا رسول الله ألسن أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا؟ قال: "بلا، ولكن إذا أعطين لن يشكرن وإذا ابتلين لن يصبرن".
يقول القرطبي -رحمه الله-: إنما كان النساء أقل ساكني الجنة لما يغلب عليهن من الهوى والميل إلى عاجل زينة الحياة الدنيا، ونقصان عقلوهن، وضعفهن عن عمل الآخرة والتأهب لها، لميلهن إلى الدنيا والتزين بها، وأكثرهن معرضات عن الآخرة، سريعات الانصياع لراغبيهن من المعرضين عن الدين، عسيرات الاستجابة لمن يدعوهن إلى الآخرة وأعمالها. اهـ.
قلت: وكون أكثر أهل الجنة الرجال، لا يعني أن النساء قليلات معدودات، ولكن الغالب منهن أن يكن بهذه الصفات فيقعن في النار، وإلا ففي الجنة الكثير والكثير مما لا يعد ولا يحصى من المؤمنات، قياسه حديث عمران -رضي الله عنه-: "اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء". أخرجه البخاري (٣٢٤١) ، ومسلم (٢٧٣٨) . وهذا لا يعني أن الأغنياء في النار، ولكن أن الغالب فيهم عدم الصدق وقلة الأمانة وضبط النفس، فكانوا أقل نسبة من عدد الفقراء.
وقوله أيضاً: "إن أقل ساكني الجنة النساء". كما ذكر ذلك مفسرو الحديث، أي في أول الأمر قبل خروج عاصياتهن من النار، فلا دلالة فيه أيضاً على أن نساء الدنيا أقل من الرجال في الجنة، فقلتهن -إذًا- باعتبار أول الأمر، وقبل مرورهن بالتمحيص والتطهير من عذاب الآخرة الذي يمر به جميع العصاة سواء من الأغنياء العصاة، أو من النساء العاصيات، أو غيرهم من المسلمين العصاة.