للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولاً - تأكد يا أخي أن الكمال عزيز وأنه لله سبحانه وتعالى وأنك إن وجدت في زوجتك ما تكره فستجد حتماً ما تحب فأنصفها من نفسك ولا تحملها ما لا تطق خاصة وأنها تسعى جاهدة - كما ذكرت - لإصلاح هذا الأمر والبحث عما يسعدك ويرضيك وأنها قد أدت إليك حقوقك ولم تضعها وصبرت على الحد الأدنى من حقوقها، فماذا تريد؟

ثانياً - إنصافك في عرض واقعك وذكر حسنات زوجتك يجعلني أثق بعقلك ومرؤتك ولذلك فإني أهنئك على هذه الزوجة الصالحة وادعوا الله لكما بالصلاح والفلاح وأن يعيذكما الله من نزغات الشيطان ثم أخبرك صادقاً أن حياتنا من صنع أفكارنا فحاول أخي الكريم أن تنظر للجوانب المضيئة من حياتك الزوجية، الأبناء، الأقارب، واجعل لك هدفاً سامياً وهو بناء أسرة مسلمة صالحة وغيِّر من روتينك اليومي، سواء في ذهابك وعودتك ونومك ويقضتك وزياراتك.. الخ.

ولا بأس من تغيير أو تجديد بعض الأثاث لكي تخرج من ذلك الروتين القاتل الذي سبب لك هذا الملل وعدم الارتياح، وقبل هذا وذاك تغيير كما أسلفت بعض أفكارك السلبية، والإقبال على حياتك وبيتك بروح متفائلة قدر الإمكان.

ثالثاً - تذكر أن الكثيرين لم يدركوا كل ما كانوا يتمنون بل أن الغالبية العظمى رسموا أحلاماً قبل الزواج وكان واقعهم غير متطابق تماماً مع ما رسموه، ولكنهم في الغالب كيفوا أنفسهم وسارت بهم سفينة الحياة بشكل هادئ رغم ما يعتري الرحلة أحياناً من منغصات وأمواج وعواصف فهذه سنة الحياة إلا أنها تسير.

رابعاً - مسألة ((جفاف العلاقة)) بينكما ربما احتاجت إلي تفصيل اكثر لمعرفة نمط الحياة بينكما، ومن المتسبب بهذا الجفاف، إلا أنني اعتقد أن ما ينقصكما هو الوضوح في طرح أفكاركما، والمصارحة بينكما في كثير من الواجبات والحقوق التي يريدها كلاً منكما من الآخر وأحملك أنت درجة كبيرة من هذا الأمر فتجب عليك المبادرة والوضوح والإنصاف في مثل هذه الجلسات لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا، ولا تنسى أخي الكريم الدعاء الصادق بأن يصلح الله ما بينكما، ويهديكما لما فيه الخير والسداد.

خامساً - إذا لم تثمر كل تلك الأمور وصدقت أنت مع نفسك وبذلت ما تستطيع لمعالجة هذا الأمر من مختلف جوانبه، فالحمد لله في الأمر سعة ورخصة ((التعدد)) بشروطه وضوابطه المعروفة من العدل والإحسان والرحمة وعدم الجور والحيف بين زوجتيك وربما كان هذا الأمر أخف وطأة على زوجتك من (الهم) والإحساس بالذنب الذي وضعتها أنت فيه والعجز عن معالجة واقع ليست مسؤولة عنه بشكل مباشر، بل ربما انعكس ذلك الأمر بشكل إيجابي على حياتكما.

وفقك الله لما فيه الخير وأصلحك وأصلح لك.. وسدد على طريق الحق خطاك.

<<  <  ج: ص:  >  >>