أخي -حفظك الله- لا تقنط من رحمة الله -عز وجل- بتاتاً فإن الله غفورٌ رحيم.. مَنْ مِنَّا لا يخطي مَنْ مِنَّا لم يرتكب طوال حياته معصية تختلف قدراً من شخص لآخر ولكن الدين لم يغفل عن ذلك فأوجد باباً يقال له باب التوبة، وهو مفتوح ما لم تغرغر الروح ... !
قال تعالى: "والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً إلاّ من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيماً" [الفرقان:٦٨-٧٠]
فتأمل -حفظك الله- الآية وتأمل قوله تعالى: "فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات" يتبين لك فضل الله العظيم تجاه المذنب التائب، فجميع سيئاتك ستبدل إلى حسنات وقد قال المفسرون: أن التبديل يشمل تبديل الصفات السيئة بصفات حسنة.
وكيف أخي الحبيب تقاس معصيتك بمن قتل مائة نفس فتاب؛ فتاب الله عليه، ومن ارتكب جرائم كبيرة وندم ورجع للحق وصحح مساره فوفقه الله، وأصبح من الدعاة بعد أن كان من أهل الشر وأنت ولله الحمد والمنة قد وضعت قدمك على أول عتبة من عتبات التصحيح والطريق المستقيم ألا وهي الندم على الذنب، ومن ثم الإقلاع عنه، ومن ثم عقد النية على عدم الرجوع إليه.
وسأورد لك عدد من الطرق المناسبة التي ستعينك بعون الله على سلك الطريق الصحيح:
١- اعزم على ترك تلك الفاحشة البغيطة التي أفسدت عليك دينك ودنياك وأخلص النية لله -عز وجل- واحذر من العودة لسابق عهدك بعد أن يرزقك الله توبة وكن صادقاً مع نفسك واحذر من تلبيس الشيطان وتحقيره لأعمالك الصالحة وزرع اليأس في نفسك من رحمة الله.
قال تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم" [الزمر:٥٣] .
٢- حافظ على أداء الصلوات بأوقاتها وأحرص على التبكير للمسجد وأداء السنن الرواتب وقراءة ما تيسر من القرآن الكريم واجعل لك برنامجاً للقراءة بحيث تستطيع ختم القرآن الكريم كل شهر أو شهرين.
٣- إلتحق برفقة صالحة من أهل الخير والصلاح ولازمهم في حلق الذكر ودروس العلم. وألزم أحد المشايخ في دروسه العلمية فهي من الأماكن النافعة لك ...
٤- أشغل نفسك بتعلم أحد العلوم التي تجد نفسك تهواها كتعلم الحاسب الآلي والإكثار من حضور الدورات التي تعقد بين الحين والآخر حول طرق النجاح واكتشاف الشخصية.. وغيرها!
٥- ابتعد بقدر الإمكان عن الأماكن التي قد ارتبطت بماضيك حتى تقطع الروابط التي تعيد ذكريات ماضيك كالصحبة والحارة وإن أمكن البلد بكامله! فأحرص على ذلك بقدر استطاعتك وعدم تعارضها مع أهم منها في حياتك كالبر بالوالدين وعدم تركهم.