وإذا وجد في اليهود طوائف توافق الحق فيما يتعلق بالحكم على الصهاينة فلا يستغرب فإن الحق أبلج والباطل لجلج، وإذا استأنس مجادل لهم بما يقوله بعضهم في بعض فلا بأس، والحكمة ضالة المؤمن والحق يُقبل أياً كان مصدره، غير أنه ينبغي أن يعلم أن من العجز أن نعوّل في انتصارنا على اليهود باليهود.
إن أسباب النصر واضحة المعالم، وإن الأخذ بها واجب، وإن أسباب الهزيمة واضحة المعالم، وإن تفادي الوقوع في شيء منها واجب أيضاً، وعلى الأمة جماعات وأفراداً أن تعترف بقصورها وتقصيرها في الأخذ بما أوجب الله عليها الأخذ به، وأن تعالج مشكلاتها بوضوح وصدق وصراحة وإيمان وبهمة لا تعرف الكلل، وإذا علم الله منا صدق التوجه وحسن النوايا والأخذ بما أوجب من أسباب حقق لنا ما وعد به من النصر والتمكين، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.