للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

*إذا أدركت هذين الأمرين فعليك عند اتخاذ قرار ما أن تقطعي التردد من نفسك وأن تتخذي قرارك، مهما كانت النتائج المترتبة عليه.

*أنصح السائلة أن تنظر في تجاربها السابقة - فقط - كي تستفيد مما تضمنه من صواب وخطأ، ويجب عليها ألا تقف طويلاً عندها، لأن كثرة استرجاعها لها ونظرها فيها سيجعلها حاضرة في ذهنها عندما تريد اتخاذ قرارات جديدة وهذا ربما زاد من ترددها وعدم ثقتها بنفسها.

*كثرة الاحتكاك بالناس ومخالطتهم ولا سيما من يكبرك سنا ممن لهم تجارب في الحياة والاستفادة من خبراتهم، لأن صغر سن المرء يجعله غير قادر في بعض المواقف على اتخاذ القرار لعدم وجود تجارب سابقة تساعده على اتخاذ قرار ما في الموقف الذي يمر به، ولا بد هنا -وفي مثل حالتك- ألا تكثري من سؤال الناس، كما لا تكثري من عدد الأشخاص الذين تسألينهم وتطلبين رأيهم، لأن هذا يعرضك مرة أخرى للتردد وعدم الثقة فيما تقدمين عليه.

*وقبل هذا كله على السائلة أن تأخذ بالمنهج النبوي الذي أرشد إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - والمتمثل في الاستخارة وهي طلب خير الأمرين فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يعلم صحابته -رضوان الله عليهم- الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرآن، ففي الحديث الذي أخرجه البخاري وغيره عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال:"كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به، قال: ويسمي حاجته".

والله المرجو أن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>