ومع ذلك، فإنك تشيرين إلى أن زوجك يعبر عن محبته لك، ورضاه، وسعادته أمامك، وأمام معارفه، وهذا من دلائل الخير وبشائر المحبة.
يمكن تشخيص مشكلتك في وصفين:
- عدم إشباع زوجك لك عاطفيًا في مقابل شعورك بعدم القدرة على الحياة بدونه.
- سرعة انفعال الزوج لأي سبب والتجاوز في التعبير عن ذلك (الشتم والدعاء) .
والمقترح لحل المشكلتين أن تستمري في منح زوجك عاطفتك، وهذا يسهم -بإذن الله- بتوفير قدر من العاطفة الراجعة، والتزين له، والتحبب إليه، وإذا كان تغيره عليك بسبب ضغوط عمل طرأت عليه فأثرت في نفسيته، فلعلها تخف لاحقًا، وحتى لو كان ما طرأ عليه هو نوع من البرود الجنسي والعاطفي (مع أن في السؤال ما يخالف هذا التوقع) فلعل الاستمرار في محاولة إقناعه أو التدبير له عن فرص للارتقاء بالثقافة الأسرية والاجتماعية يسهم في تحسن حاله، ولا أجد مناسبًا التفكير في الانفصال عنه لعدد من الأسباب:
(١) أنه أبو ابنتيك -أصلحهما الله-، وأنتم في دار غربة، ولا يضمن الإنسان السلامة لنفسه ولا لأولاده في تلك البلاد.
(٢) أن الانفصال عنه لا يضمن العثور على زوج بديل، يحقق ما تطمحين فيه، كما أن البديل قد يكون مثل زوجك في أول الأمر ثم يتغير.
(٣) أن مشكلة زوجك قابلة -بإذن الله- للعلاج، وقد قال - صلى الله عليه وسلم-:"ما أنزل الله داءً إلا وله دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله" رواه أحمد (٣٥٦٨) وابن ماجة (٣٤٣٨) من حديث بن مسعود - رضي الله عنه -.
(٤) مع أن المودة بين الزوجين مطلب وجزء من السعادة الزوجية، فإن كثيرًا من البيوت تقوم على الاحترام المتبادل بين الزوجين، ورحمة أحدهما للآخر، ولو لم يصل ذلك إلى حد المحبة، كما قال عمر -رضي الله عنه-: فليس كل البيوت يبنى على الحب، ولكن معاشرة بالإسلام، والحسان" رواه الطبري في تهذيب الآثار (١٤٨٢) ، ولذلك وصف الله ما يكون بين الزوجين بأنه مودة ورحمة، فأحياناً تكون وشيجة العلاقة بين الزوجين مودة، وأحياناً تكون العلاقة رحمة، وأحياناً تكون مودة ورحمة، وهذه أعلى الدرجات، كما أن هناك من يفتقد كلا الوصفين، فتصعب العلاقة بين الزوجين.