أنت تحب زوجتك وتريد إسعادها ولا تريد لها ظلماً وفي نفس الوقت فإنك تجد من نفسك في بعض الأحيان عدم راحتك معها ولا تطيقها.. إنها لدى بعض الناس أمور متناقضة.. ولكني أتفهمها وأصدق بحدوث مثل هذا الأمر معك وهي مشاعر تخالج النفوس كثيراً.. ومثل هذه المشاعر لا تحدث مع الزوجة فقط، بل قد يشعر الإنسان بمثل هذه الأحاسيس مع صديق عزيزٍ مثلا، أو مع العمل والوظيفة أو مع بعض الأقارب أو قد يكون مع مكان معين كمنزل أو سيارة أو غير ذلك، وهذه صفة من صفات هذه النفس البشرية إذ تجنح إلى الملل والسأم في تعاملاتها مع بعض الأمور خاصة إذا كان التعامل مع مثل هذا الأمر له صفة الديمومة والتكرار مع الإنسان.
وكعلاج لما تجده تجاه زوجتك من ضيق فإنني أوصيك بما يلي:
أولا: إبقائك هذا الأمر بعيدا عن علم زوجتك شيء رائع منك في الحقيقة ودليل حب لها فأنت لا تريد مضايقتها بهذا الأمر خاصة إذا لم يبدر منها تصرف مشين مسبب لهذا التضايق.
ثانياً: حاول التعرف على نواة المشكلة ولبها والمسبب الأساسي لمثل هذه الأحاسيس في زوجتك.. هل هي الرائحة المنبثقة منها مثلاً؟ أو نوعية اللبس؟ أو المظهر الخارجي وشكل ونوعية التسريحة لديها؟ أو غير ذلك، إذ ان هذا الا معان والتدقيق قد يرشدك إلى أمر يسبب لك الضيق في العقل الباطن واللاشعوري فتشعر بمثل هذه الأحاسيس حالما يتواجد الباعث لها في زوجتك فيكون ما تشعر به إنما هو استجابة لا شعورية لهذا المثير.
ثالثا: لا بأس من مراجعة أخصائي نفسي والجلوس إليه وتوضيح مثل هذه المشاعر لديك أمامه، فربما يكتشف أموراً لديك يستطيع التعامل معها فتنكشف مثل هذه الغمة من نفسيتك.
رابعاً: لا تدع الأذكار والاستغفار فقد أثبتت التجارب المتكررة أثرها البالغ في كشف الهم وانجلاء الأحاسيس السيئة وانشراح الصدر. الأوراد الصباحية والمسائية وأذكار الدخول والخروج من البيت كلها أمور طيبة فلا تهجر العمل بها.