واعلم - حرسك الله - أنه يشرع لك مع صدق التوبة الإكثار من الحسنات والمبادرة إلى الواجبات، والمسابقة إلى نوافل العبادات والقربات، وما ذكرته من الصدقة وقيام الليل فأنعم بهما وأكرم من طاعتين عظيمتين، وقربتين جليلتين، فتصدق ما استطعت وابدأ بنفسك وأهلك وذي قرابتكم، وكن من أولئك الذين " ... إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً "[الفرقان:٦٧] ، وأما قيام الليل فخذ منه ما تستطيع، فأحب العمل إلى الله أدومه وإن قل، وأكثر من الدعاء والتضرع بين يدي الله - تعالى - أن يجنبك كيد الشيطان ومكره وهوى النفس وأطماعها حتى لا تزل بك القدم ثانية.
وفقك الله لما يحب ويرضى، وأخذ بنواصينا وناصيتك إلى البر والتقوى، ونتركك في حفظ الله ورعايته آملين أن يتجدد اتصالك بنا على خير، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.