للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استلمت رسالتك التي تتحدث فيها عن مجموعة كبيرة من القضايا النفسية والاجتماعية التي تقول إنك تعاني منها، وفي البداية لا بد من التأكيد أن أول درجات سلم الحل هو الاعتراف بوجود المشكلة، ولكن هذا الاعتراف يجب أن يتسم بدرجة كبيرة من التحديد لنوع المشكلة بشكل يعزلها عن غيرها؛ حتى يمكن التعامل معها بشكل يساعد على حلها، لذا أرى فيما عرضته في رسالتك سرداً لعدد متداخل من المشكلات، تبدأ من التردد في التعامل مع المشكلات، وتكرار عبارة لا أدري (وهي من عبارات الهروب من الإجابة المباشرة) على الموقف الذي يواجهه الفرد، ثم مشكلة النسيان وهي في الحقيقة من طبيعة الإنسان ما دامت في حدود معقولة خصوصاً في مجال الكتب الجادة، ثم تنتقل لمشكلة النية وهو موضوع يجب ألا ينشغل به المسلم؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" رواه البخاري (١) ومسلم (١٩٠٧) من حديث عمر - رضي الله عنه-.

وعليه فلا تشغل نفسك بالتفكير بالنية؛ فأنت مسلم تسير على هدي ما جاء في الكتاب والسنة، فيكون قصدك دائماً رضا الله ولا تنشغل بالنية؛ لأن ذلك من عدوك الشيطان، ثم تنتقل للمجاملة في سلوكياتك وهي مقبولة في حدود المباح، وتنقل بعد ذلك للحديث عن عدم وجود دور لك في الحياة، مع أن عبارات رسالتك تقول غير ذلك، ثم تنقل للعلاقات مع الآخرين، ووجود المتضادات لديك، ثم تعليل التردد والمزاجية وعدم كسب الأصدقاء، وأخيراً التعلق بالدنيا. ويمكن أن نجد رابطاً بين ما ذكرته وهو ما يعرف بالوسواس، حيث يبدو أنها الرابط بين ما ذكرت من مشكلات، لذا أقترح عليك:

أولاً: الإكثار من الطاعات وخصوصاً الدعاء.

ثانياً: تعويد نفسك على الحزم في الأمور النفسية والاجتماعية بلا تردد، وعدم النظر إلى الوراء في المواقف والأحداث.

ثالثاً: البحث عن صديق صدوق تبوح له بمشكلاتك اليومية وتطلب منه النصح، وتحاول حل المشكلات اليومية في وقتها، ولا تأخرها إلى ما بعد.

أخيراً: البعد عن مصادر الضغوط النفسية في العمل والمنزل، ومحاولة البحث عن حلول للمشكلات بشكل متأنٍ. والله الموفق.

<<  <  ج: ص:  >  >>