للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجده، وصرت إذا اجتمعت مع من يشاطرني مشكلتي لا املك إلا ندب حظي من الحياة الدنيا والتأمل في الآخرة، ولكن كيف وأنا مقتنع حاليا أن وضعي من خلق الله وان الله يعلم ما خلق [ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير] وبالتالي وبحسب فهمي لروح التشريع الإسلامي لا يمكنني أن أؤمن بأن أدفن نفسي في الحياة أو أن أتخلص من حياتي أو خدمتي للدين والمجتمع والمساهمة في بناء الحياة من أجل شيء ليس لي به ذنب لا من قريب ولا من بعيد، فقد نشأت في بيئة متدينة وكنت مؤمنا منذ طفولتي، ملتزما داعيا إلى الإيمان منذ نعومة أظفاري ولما درست الإسلام بشكل علمي وجدته أصلح الأديان وأنفعها، ولما قرأت القرآن وجدته الكتاب الوحيد الذي يستحق الحفظ كاملا، ولكن أثارتني فيه آية تصب في مشكلتي وهي قوله تعالى في سورة الروم [ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون] والآية تدعونا للتفكر في مسألة العلاقة الحميمة بين الذكر والأنثى والتي تؤدي بهما إلى السكن النفسي وهو الشعور بالحب كما هو واضح، ولكن أين أنا وأمثالي من هذه الآية. وتطبيقا لهذا الحل ورطت نفسي وتزوجت من امرأة لا تناسبني من حيث الكفاءة بسبب عدم رغبتي بالنساء، وكنت قد حاولت قبل ذلك خطبة بعض النساء المكافئات ولكنهن اكتشفن أني لا أميل إليهن إذ لا تصدر مني أي بادرة تدل على ذلك بل يكون لقائي معهن جامدا وأنا لا أقدر على الكذب والتمثيل فأعرضن عني، إلى أن اجتمعت بزوجتي الحالية، ووجدت في الاقتران بها فرصة لي وذلك لأنها رغبت في زوج كيفما اتفق لتتخلص من عناء كانت تعيش فيه، فأخرجتها من عنائها المادي والاجتماعي لتقع معي في عناء نفسي وكانت هي السبب في ذلك لأنها زعمت أنها تريد زوجا بلا معاشرة جنسية أو التزام زوجي، أي أنها أسقطت حقها الجنسي فرأيتها فرصة سانحة لأرى نفسي مع النساء فإن اعتدل حالي وصلح استمريت معها إن كانت صالحة وإن لم يعتدل تكون هي التي وضعت الشرط على نفسها، وقلت في نفسي لا بد أن أتزوج لأمنع نفسي من الجنوح، ومع تقدم السنين لم أزدد إلا اغترابا، فقد وجدت المرأة صالحة فلم يسمح لي إيماني تركها ولم أجد معها نفسي لا من حيث الكفاءة ولا من حيث المعاشرة الجنسية بسبب مشكلتي وكنت آمل أن أتقدم مع الأيام في طريق الحل، ولكن للأسف كلما أتقدم يوم في حياتي أجد نفسي أبعد عن النساء ولا تثيرني زوجتي بشيء مع أنها فاتنة كما يقولون ورزقت منها أولاداً وكانت معاشرتي لها بلا رغبة من نفسي وأنا سليم جسديا بكامل ذكورتي، وذلك كي لا أمنعها حقها من الحياة الزوجية. وما دعاني للزواج هو الناحية الشرعية فقط في محاولة لإيجاد حل قد طرحه القرآن الكريم أو هكذا فهمته كما سيأتي، وكان الأولاد سلوان لي كبير وأمل أكبر في الحياة قدما، ولكن المعاناة مستمرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>