ولهذا فإن من شأن الصوفية عبر التاريخ - في الأغلب الأعم- التثبيط عن الجهاد بحجة محاربة النفس وهواها والوقوف عند ذلك، ولم نجد لهم عبر التاريخ اهتماماً بالوقوف في وجه العدو، وعندما كان الأفرنج يغيرون على المنصورة في مصر سنة:(٦٤٧هـ) تنادى الصوفية ليقرؤوا الرسالة القشيرية، ويتجادلوا في كرامات الأولياء!!.
وتاريخ الصوفية معروف بالقعود والانعزال في الزوايا والتكايا، ومشهور بالتثبيط عن جهاد الأعداء، ولهذا نجد حتى في عصرنا هذا بأن الأعداء يأنسون إليهم، ويرتاحون منهم لعلمهم بأنه لا هم لهذه الطرق بإحياء فريضة الجهاد التي تعد من أعظم الفرائض وهي ذروة سنام الإسلام، ووالله ما تركت الأمة الجهاد في سبيل الله إلا ذلت وهانت على الأعداء، وهزمت وأصبحت في خور وضعف وذلة ومهانة، ولقد قال - صلى الله عليه وسلم-: "إذا تبايعتم بالعينة وتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم." أبو داود (٣٤٦٢) ، وأحمد (٤٩٨٧) ، وصححه الألباني.
والمقصود أن فريضة الجهاد عند الصوفية أتى عليها ما أتى على غيرها من الفرائض التي وقف منها أهل الأهواء ومنهم الصوفية مواقف منحرفة عن المنهج الصحيح فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل، نسأل الله أن يصلح حال المسلمين وأن يرزقنا البصيرة في الدين، ويمنحنا الإخلاص لرب العالمين، وأوجه أخي السائل - حفظه الله- ومن يطلع على جوابي هذا إلى كتب الشيخين ابن تيمية في المجلد (١١) من مجموع الفتاوى، ابن القيم - رحمه الله- في كتابه مدارج السالكين ففيه ردود على الصوفية، وإلى كتاب التصوف بين الحق والخلق محمد فهد شقفة، وكتاب هذه هي الصوفية، عبد الرحمن الوكيل، وكتاب أبو حامد الغزالي، والتصوف للمؤلف عبد الرحمن دمشقية ص٣٩٣، فما بعدها هذا الكتاب مهم جداً وفيه نقد لمسالك الصوفية والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.