أيها المبارك استعذ بالله من الشيطان وحكم العقل والواقع فإن كان فيها ما يدعو لنكاحها من حرصها على نفسها وبعدها عن الأجانب وعن الارتباط بالأصدقاء فهذا هو التدين الذي يحتاجه الرجل حتى لو كانت سافرة غير محجبة، وقد جاء في الحديث في سنن أبي داود "إن الغيرة التي يحبها الله الغيرة في الريبة والتي يبغضها الله الغيرة في غير ريبة" أو كما قال -صلى الله عليه وسلم- وهو حديث جابر بن عتيك رواه أحمد (٥/٤٤٦) وأبو داود (٢٦٥٩) والدارمي (٢/١٤٩) وفيه جهالة ابن جابر بن عتيك الراوي عن أبيه، لكن يشهد له حديث عقبة بن عامر الجهني - رضي الله عنه - عند عبد الرزاق (١٩٥٢٢) وأحمد (٤/١٥٤) وهو حديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي ووثق رجاله الهيثمي، فالمأمول منك أيها المبارك الجريان مع الشرع لا مع الطبع، ومع اليقين لا مع الشك، واعلم أن الظن أكذب الحديث كما صح عن المعصوم -صلى الله عليه وسلم- سددك الله وحفظك وحفظ بك.