قال الحسن: الحفظة أربعة: اثنان بالنهار، واثنان بالليل. قال ابن عطية: ويؤيد ذلك الحديث: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ... " الحديث بكامله. وقوله تعالى:"له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله"[الرعد:١١] ، قال ابن كثير في تفسيرها: أي للعبد ملائكة يتعاقبون عليه، حرس بالليل، وحرس بالنهار، يحفظونه من الأسواء والحادثات، كما يتعاقب ملائكة آخرون لحفظ الأعمال من خير أو شر، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، فاثنان عن اليمين وعن الشمال يكتبان الأعمال، صاحب اليمين يكتب الحسنات، وصاحب الشمال يكتب السيئات، وملكان آخران يحفظانه ويحرسانه، واحد من ورائه وآخر من قدامه، فهو بين أربعة أملاك بالنهار، وأربعة آخرين بالليل، حافظان وكاتبان، كما جاء في الصحيح:"يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر، فيصعد إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بكم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون". وأزيدك أخي تفصيلاً بثلاثة نقول مفيدة عن أئمة أعلام:
الأول: قال ابن عبد البر في الاستذكار في معنى تعاقب الملائكة: ومعنى الحديث أن ملائكة النهار تنزل في صلاة الصبح فتحصي على بني آدم، ويعرج الذين باتوا فيكم ذلك الوقت، أي يصعدون.. فإذا كانت صلاة العصر نزلت ملائكة الليل، فأحصوا على بني آدم، وعرجت ملائكة النهار، ويتعاقبون هكذا أبداً. انتهى.