للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١) اجلسي جلسة هادئة في مكان هادئ واحضري قلماً ومجموعة كبيرة من الأوراق ثم اسألي نفسك سؤالاً مكتوباً.. وهو: ماذا أعاني؟

ثم أجيبي على هذا السؤال كتابة أيضاً بكل ما تعانين منه بحسب أولوياتها لديك فعلى سبيل المثال (أولاً - مشكلتي مع زوجي.. ثانياً: مشكلتي مع قريبتي فلانة ثالثاً.. وهكذا) واكتبي كل شيء تعانين منه مهما كان صغيراً ومهما كان الوقت الذي سينقضي وأنت على هذه الحال.

وبعد ذلك.. اسألي السؤال الثاني: لماذا أعاني؟! ثم ابدئي بهذه الأمور التي كتبتِها واحدة واحدة مثال: لماذا أعاني من مشكلة مع زوجي.. وما كنه المشكلة؟ وابدئي بالكتابة بالتفاصيل المملة..!! ولا تتركي شيئاً إلا واكتبيه في هذه النقطة.. ثم انتقلي إلى النقطة التي تليها (مشكلة قريبتي فلانة) وهكذا.. حتى تستكملي كل النقاط.

وبعد ذلك.. أعيدي قراءة كل ما كتبتِه.. واستعملي بعض الأقلام الملونة للتوضيح.. ستكتشفين أن كثيراً من النقاط هي من البساطة واليسر بحيث أنها لا تستحق ذلك الحيز الذي شغلته وهذا الاهتمام الذي أعطيتِه إياها..!! وبمجرد أن تم تفكيكها ووضعها على الورق اتضح مدى بساطتها بل " و " تفاهتها!! " ولكن وجودها مع غيرها كتلة واحدة في " عالمك الداخلي " أعطاها هذا الحجم المبالغ فيه..!! أما وقد تم تجريدها عن غيرها فإنها أقل من أن يلتفت لها..!!! وستستفيدين أيضاً فائدة مهمة جداً.. وهي أن ما قمت به من كتابة وتفصيل هو نوع من " التنفيس الانفعالي " المهم جداً.. والضروري جداً لتفريغ هذه الشحنات الوجدانية السالبة..!! وهذا مكسب كبير ورائع.

وأخيراً: اسألي السؤال الثالث: كيف أتعامل مع هذه المشكلة..؟ وعودي إلى النقطة الأولى (مشكلة الزوج مثلاً) وضعي الكثير من الحلول المقترحة.. إما مثلاً جلسة مصارحة وعتاب. أو كتابة رسالة رقيقة له.. أو توسيط أحد الثقاة.. أو غير ذلك.. ثم انتقلي إلى النقطة الثانية.. ثم الثالثة.. والرابعة.. وهكذا.

وبعد ذلك ضعي التوصيات النهائية لهذا الاجتماع " الثمين جداً " مع نفسك.. وجدولاً " موضوعياً " للتنفيذ.. واستعيني بالله وتوكلي عليه وابدئي أول خطواتك..! صدقيني.. ستكتشفين أن هذا الاجتماع مهما كان وقته طويلاً وربما متعباً.. إلا أنه " أثمن اجتماع في حياتك.. وسيكون له ما بعده بعون الله.

سادساً: وهناك طريقة أخرى.. وهي ما يسمى بـ " دوائر الحياة " وفائدتها أن نحدد من خلالها مكمن المشكلة.. بدل أن يظل الألم عام والرؤية مشوشة.. مثلما يحدد طبيب الأسنان أيهما المشكل.. ثم يبدأ بعلاجه.. فتنتهي مشكلات كثيرة متداخلة ومؤرقة..!!

وتتلخص فكرة " دوائر الحياة " بوضع دائرة الذات في الوسط ونعني بها دائرتك أنت.. ثم نخرج منها بخطوط متوازية دوائر أخرى مثل " دائرة الأبناء ... الأصدقاء.. الزوج.. الأسرة.. المعارف.. المادة ... الوظيفة ... الخ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>