للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمد لله رب العالمين، وبعد: فإن الله تعالى حفيظ على عباده، يحفظهم من كل شر ويقيهم من كل سوء، فلا يجوز الاعتماد على غيره تعالى في ذلك، وقد تواردت الأحاديث النبوية الشريفة في تحريم تعليق التمائم، وهو خرزات أو أشياء تعلق على الأولاد لتقيهم العين أو الجن أو المرض بزعمهم كما كان يفعله أهل الجاهلية - وقد يسميها بعضهم: (حجاباً) أو (حرزاً) أو (جامعة) ، وقد أبطل الإسلام ذلك؛ لما فيه من التعلق بغير الله تعالى والاعتماد على هذه الوسائل الشركية، ففي الحديث: "إن الرقى والتمائم والتولة شرك" رواه أبو داود (٣٨٨٣) وابن ماجة (٣٥٣٠) من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، وفي حديث آخر: "من تعلق شيئاً وُكِلَ إليه" رواه الترميذي (٢٠٧٢) من حديث أبي معبد الجهني - رضي الله عنه -، وفيه أيضا: "من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعةً فلا ودع الله له" رواه أحمد (١٧٤٠٤) وغيره من حديث عقبة بن عامر - رضي الله عنه -، وفي لفظ: "فقد أشرك" عند أحمد (١٧٤٢٢) ، وذلك أنهم كانوا يعتقدون أنها تمام الدواء والشفاء، بل جعلوها شريكاً لله، لأنهم أرادوا بها دفع المقادير المكتوبة عليهم وطلبوا دفع الأذى من غير الله تعالى الذي يدفع ذلك، وكل ما يكتب في هذه الحجب والتمائم من الطلاسم ومن أسماء الشياطين والجن والعفاريت والحروف المقطعة والكلام العجمي: فهو حرام وهو من أنواع الشرك الأصغر، وقد يكون شركاً أكبر بحسب ما يعتقده من يعلق ذلك، وهذه الملصقات التي تحتوي على كلام منكر أو شرك وكفر، أو يغلب أن يكون فيها شيء من ذلك، كالعهود السليمانية المذكورة، التي يدعي بعضهم كذباً وزوراً أنها متلقاة من سليمان - عليه السلام - وأنها تحفظ الشيء أو تدفع الضر أو تفك السحر، هذا كله من البدع والخرافات الشركية التي ينبغي على المسلم أن يحذرها، ليحافظ على عقيدته نقية صافية، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>