للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حاول أن تفصل في هذه الدوائر من الواجبات والحقوق وليكنْ مثلك في ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم أما تراه في معاملته مع نسائه مختلفاً عنه مع أصحابه وهو أيضاً مع الصحابة أنفسهم يعاملهم معاملة تليق بقدر كل واحد منهم ومتوافقة مع طبائعهم ونفسيا تهم.

رابعاً: وهو أمر مرتبط بالسابق ولكني تألمت منك عند قولك بأن والدتك واخوتك يأمرونك بتغيير عتبة بابك أي بتطليق زوجتك ... وفي رأيي انك بذلك فتحت بابا عليك ما كان يجب عليك فتحه إذ هو مصدر القلق لديك والتعاسة عندك.

صدقني أن الأنسب لك ولكل زوج هو إبعاد الآخرين عن ما يحدث من مشاكل داخل الأسرة.. يا أخي لماذا يعلم أهلك بحالك مع أسرتك ومع زوجتك.. هي تكره أهلك لأنهم لا يجيدون نصحا غير الطلاق لها والانفصال عن زوجها يسدونها لك.. هل تلومها يا أخي إن هي أبغضتهم بعد ذلك.. أما أنا فلا ألومها..

خامساً: لا أعلم مدى ثقافتك ونوعية طباعك ومستواك التعليمي أو ألتفكيري لكن الذي أعمله أنك أب ولديك أبناء فأنا أخاطبك من خلال أُبوتك وحنانك عليهم أن لا لن تكون سبباً في تعاستهم ومصدراً لقلقهم الدائم ومنبعاً لتشتتهم الذهني والفكري.. احرص عليهم.. تودّد لهم حتى ولو كان في البداية مجاملة لهم.. حتى وإن شق عليك ذلك في بداية الأمر وصدقني انه سوف يتحول بعد ذلك إلى لذّة تسعى لها دائماً وفي كل وقت.

هذه أمور أرجو منك أن تفكر بها جيداً لتبدأ بعد ذلك بخطوات الترميم والبداية الحقيقة للسعادة الأسرية.. فالوقت ما زال يسمح بذلك ولا تظن أن الأمر متأخر أو متعذر..لا فلا تزال الفرصة قوية بإذن الله وسترى - إن كنت صادقاً في طلبك العلاج - أن النهاية ستكون جداً سعيدة.

لتكن البداية مع زوجتك.. أنا لا أطالبك بحبها أو التودّد لها.. لا ليس هذا ما أريد منك في هذا الوقت بالذات إذ الحب والمودّة هما ثمرتان ونتاج يأتيان عادة متأخران بعد العمل والجهد.. لتكن البداية بالمصارحة لزوجك والمكاشفة بأن لديكما مشكلة ويجب التصحيح.. والتصحيح من قبلك يأتي عن طريق الهدية والزيارة والسفر والنزهة إذ كلها أمور أرجو منك الحرص عليها إذ غالباً ما تتجاهلها وهي "الخلطة الإسمنتية" إن صح التعبير التي تعيد إلى الأسرة التماسك والترابط.. لا تبخل على أسرتك بمثل هذه الأعمال وخاصة السفر والنزهات ولا تنظر إلى الآخرين وكيف يمكن أن يقولوا عنك إذ كم تدمّرت الأسر وكم انهار زواج بسبب نظر الزوجين أو أحدهما إلى الآخر من خلال عيون الآخرين..إذا كنت واثقاً من صحة عملك فلا تلتفت إلى الخلف ولا يهمك الآخرون وما يقولون أو بالأصح ما يتقولون به عليك أو يرمونك به.

لا تنس الهدية لزوجتك ولأولادك فهي أيضاً المرطب والمنعش للحياة الأسرية وقد يستغرب أولادك أو زوجتك هذا العمل منك في البداية ولذا عليك إفهامهم أنك أدركت أن التغير قد حان وأنك أن ما تقوم به الآن هو بداية المشوار في مسيرة الترميم.

<<  <  ج: ص:  >  >>