للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإني مثلك إنسان يحب النجاح في الحياة، ويرى أن من أقرب أوجه النجاح إلى قلبه هو تحقيق آماله، ولكني.. أبدا لا أرى أن الحلم الذي لم يتحقق هو ناتج عن ضعف أو عدم ثقة في النفس، وإنما أنظر إليه أنه تجربة مرت بي لتعلمني شيئا جديدا في الحياة لم أكن قد عرفته.. الفشل طريق النجاح والذي لم يفشل هو إنسان خامل لم يجرب حتى يقع له الفشل.. المقدام دائما هو الذي قد يعثر.. فاتكلي على الله.. واجعلي من الماضي المتعثر دافعا قويا لغد مليء بالنجاحات.. الدراسة ليست وحدها التي تحقق وجودنا في هذه الحياة العبادة.. عبادة الله وحده لا شريك له هي وجودنا الحقيقي، ورسالتنا التي جئنا من أجل أن نعيشها ونبلغها وليست الدراسة النظامية هي سبيلها الوحيد فنصيحتي لك أن تطيعي زوجك بأن تهتمي بتربية ولدك، وحاولي أن تحققي فيه ما لم تحققيه في نفسك! لا تقولي فاقد الشيء لا يعطيه.. بل قولي سوف أدفع بابني في مراقي العلم والعمل، حتى يكون على يدي عملاقا من عمالقة الإسلام في العصر الحاضر اصنعي منه عالما ربانيا، حافظا لكتاب الله، داعيا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.. وعندما تحققين ذلك فسوف تقدمين للإسلام خدمة عظيمة جليلة، ربما تكون أعظم وأجل مما لو انشغلت عنه بالدراسة النظامية.. لتكن أمهات الصحابة والتابعين قدوات حية لك بل انظري ماذا صنعت أمهات عاميات أميات لا يقرأن ولا يكتبن حين صنعن الأجيال التي لا تعرف الموت بالموت، ولكنها خلدت عبر الزمن.. وراء كل رجل عظيم امرأة.. وأنا أقول: وراء كل رجل عظيم أم واسألي عن أم أبي الحسن الندوى كيف اصطنعت من طفل لم يكن ذا مستقبل مرجو في حينه، عالما يعد في طليعة علماء الإسلام في العصر الحديث بارك الله لك في مهمتك الجديدة.. وأرجو لك ولابنك التوفيق والنجاح.. على أني لا أريد أن أختم رسالتي إليك إلا إذا همست في أذنك.. عليك بكتاب الله وسنة رسوله، وفي كتب العلم الميسرة، وأشرطة العلماء والدعاء، لتواصلي ثقافتك الشرعية التي كنت تتمنين الاختصاص فيها، فإنك لا تدرين في أي الطريقتين في التعلم تكون البركة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>