للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ / أنه يبدوا أن الانحراف السيكوباتي إنما يرجع إلى أسباب عضوية جسمانية أو وجدانية..لم تتضح بعد أصولها بشكل دقيق. ويضيف.. " أنه من المستحيل أن نعطي وصفاً دقيقاً محدداً جامعاً للشخصيات السيكوباتية لأنه يدخل في هذه المجموعة كل هؤلاء الناس الذين يظهر في سلوكهم نوع من الغرابة.. لدرجة لا تسمح لهم بالحياة والنجاح في المجتمع..!! ولكنهم فيما عدا ذلك عاديين من جهة أجسامهم وعقولهم.!! ولابد أن نذكر هنا.. أننا جميعاً نختلف اختلافاً كبيراً في تقديرنا مدى النجاح والفشل.. فقد يكون الإنسان غريب الأطوار في بيئة ما.. عادياً في أخرى.. ناجحاً جداً في نظر غيرنا ممن ينظرون إليه نظرة تختلف كثيراً عن نظرتنا إلى سلوكه!!! وبعض (السيكوباتيين) لا تنقصهم إلا القدرة على الحكم الصحيح. فقد يقعون في مشاكل لا يخرجون منها إلا بصعوبة.. ثم يعاودون الكرة.. ويقعوا في نفس المشاكل!!؟ أو قد يقومون بأعمال أخرى لا تقل عن أعمالهم الأولى تفاهة وسوءاً ... !!!؟ وإجمالا.. لا ينقص (السيكوباتيين) الذكاء.. فهم عموماً أناس عاديين.. تتباين مستويات ذكائهم.. إلا أن ما ينقصهم دائماً هو الذكاء الاجتماعي!!!

أما عن علاجهم.. - أخي الكريم - فالواقع أن هؤلاء الأشخاص الذين يتصرفون على هذا النحو.. نتيجة لا ضطرابات نفسية أو بيولوجية.. لا يمكن تصنيفهم من المرضى النفسيين الذين تتطلب حالتهم العلاج.. وتستجب له.. ولا يمكن اعتبارهم أشخاص أسوياء ٠٠!!! حيث تقاوم الشخصية (السيكوباتية) كل وسائل العلاج.. بل ولا يرى أصحاب هذه الشخصية أنهم مرضى نفسيين.. بأي حال.. ولا يستجيبون لكل محاولة علاجية في هذا الجانب.. وهذا ما يرجح الجانب الوراثي ابتداءاً في تشخيص مثل هذه الحالات.. من حيث الاستعداد الفطري للتقبل والتطبع وتزيده العوامل البيئية والاجتماعية المحيطة ظهوراً وحدة وعمقاً.. حسب الظروف المحيطة بهذه الشخصية!!!.. ويجعل إمكانية العلاج النفسي ضعيف.. واستمرارية المشكلة واردة بقوة!!!

أما عن كيفية التعامل مع أصحاب هذه الشخصية ٠٠ فاعتقد أننا في ضوء فهمنا لابعاد هذه الشخصية وصفاتها يجب أن يكون تعاملاً حذراً ويقظاً.. وأن نضع مسافة بيننا وبينه.. ولا تنسى - أخي الكريم - الدعاء له بظهر الغيب بان يعافيه الله ويشفيه ويهديه عاجلاً غير آجل وفقك الله ورعاك.. وسدد على طريق الخير والحق خطاك.

<<  <  ج: ص:  >  >>