والاستبشار بازدياده، ورفعة أهله في كل مكان، وكره للشر والكفر والمعصية، وتنغص وتكدُّر لازديادهما، أعطيكم ملخصاً لحالتي:
(١) إنسان مهزوز الثقة بنفسي.
(٢) محبط.
(٣) انطوائي.
(٤) كثير الصمت.
(٥) أعيش حالة جفاء واسع جدًا مع أهلي ووالدي.
(٦) لا أستطيع أن أحقق ما أتمناه.
(٧) لا أستطيع تقديم شيء لأمتي ولديني.
(٨) لا أستطيع أن أصبح عالماً شرعياً مع محبتي لذلك.
(٩) أعتقد أن كل زملائي في العمل وغيره قد سبقوني في كل شيء، وهم أفضل مني وأسعد مني وأولى مني بالمراتب العليا؛ لأني لا أستحق ذلك، ولديهم من الإمكانيات ما هو أفضل مني.
١. ماذا أريد؟ ٢. أريد السعادة ٣. أريد أن أصبح إنساناً مستقيماً على طاعة الله، ورعاً، وقافاً عند حدود الله، لا أسمع خيراً إلا شاركت فيه. ٤. عالماً بالشريعة، خادماً للإسلام بكل ما أستطيع. ٥. باراً بوالديّ، واصلاً لرحمي، ودوداً معهم، رحيماً بهم، مجالساً لهم، إذا غبت فُقِدت، وإذا حضرت استبشروا بي، مشاركاً لهم في أفراحهم وأحزانهم. ٦. كسر جدار الخوف وعدم الثقة بالنفس، والانطلاق إلى رحاب الخير والإيمان، والهمة والنشاط، والتقدم والتطور. ٧. تغيير نظرة أهلي لي من إنسان متناقض إلى إنسان جاد صاحب مبدأ وثبات. ٨. أريد جنة الدنيا والآخرة، فهل أستطيع ذلك؟ وهل هناك أمل لذلك؟ صفوا لي خطوات عملية لتجاوز محنتي على كل صعيد، وآسف على طول رسالتي لطول همي خلال خمس عشرة سنة مضت، فهل لي من حياة طيبة من سبيل؟.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخي الحبيب: استمتعت كثيراً بقراءة رسالتك رغم إطالتها، وأبارك لك عظم ما تحمله في جوفك من القرآن الكريم، وأهنئك على إحساسك اليقظ وغيرتك على دينك، وإصرارك الملح على الالتزام بما أمر به الله - عز وجل-، وهذه نعم من الله أنعمها عليك، فأينك منها، وكيف دخل الإحباط قلبك، وأنت الذي يحفظ قوله تعالى: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" [الرعد: ٢٨] ، تبحث عن علاج وهو في جوفك، فأيقظه - سلمك الله- فحافظ القرآن كيف يعيش الحيرة كيف يدخله الإحباط.
نعم - أخي الحبيب- ما ذكرته من سلوكيات صدقني كثيراً منها أوهام ووساوس تريد منك مزيدًا من الابتعاد عمَّا أنت فيه، تدفعك دفعاً للتخلي عن دورك الحقيقي في هذه الدنيا، فلماذا تأخرت في طلب مشورة من تثق بهم من المشايخ وطلبة العلم، وأنت تقول: إن هذا الحال تعانيه منذ خمس عشرة سنة.
أشعر في كلامك بعض التعاطف، ولكني أشعر أحياناً بأنه ربما كنت جافاً مع إخوتك وأهلك، فلم يتقبلوا منك شيئًا، قد يكون وجدوا منك التناقض في السلوك، وهذا - للأسف- أشد خطورة مما تدعو إليه من معروف، وكثيراً ما نسمع الشباب - هداهم الله- يركزون على زلات الملتزم ولا تذكر محاسنه وهذا طبعاً في البشر.
واضح من عرضك أنك مقصر في بر والديك وكأنك هجرتهم، فهل هذا بتقصير منهم أم منك؟ أكاد أجزم أنك تشعر بتقصير وتأنيب الضمير من جراء ذلك، ولكن من العيب فعل ذلك على أمثالك من طلبة العلم وحفظة القرآن.