للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانياً: إن الصديق-رضي الله عنه وأرضاه- هو أفضل الأمة وأعلمها وأشدها بلاءً بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويكفي من ذلك ما حصل له مع الرسول- صلى الله عليه وسلم- في أول البعثة، ومن ذلك ما حصل لهما في الغار، ومطاردة المشركين لهما، وهو في ظني أعظم مما حصل لعمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم- من البلاء، ومن ذلك أيضاً موقفه العظيم بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد صبر واحتسب ثم اتخذ القرار الصحيح كما في خطبته الشهيرة، كما اتخذه مرة أخرى في حروبه مع أهل الردة وموقفه العظيم في هذا الشأن الذي نصر الله به الإسلام والمسلمين.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (إن موت النبي -صلى الله عليه وسلم- من أعظم الأسباب التي أفتتن بها خلق كثير من الناس، وارتدوا عن الإسلام، فأقام الله -تعالى- الصديق -رضي الله عنه- حتى ثبت الله به الإيمان، وأعاد به الأمر إلى ما كان..) ا. هـ الفتاوى (٢٥/٣٠٣) وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>