للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى تقدير ثبوت الحديث، فلعل المقصود تقديم معاذ على العلماء الذين يفضلهم من الصحابة ومن بعدهم، والله أعلم، قال المناوي، في توجيهه لقوله في الحديث: "وَأَعْلَمُهُمْ بِالحَلالِ وَالحَرَامِ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ": يعني أنه سيصير كذلك بعد انقراض عظماء الصحابة، رضي الله عنهم، وأكابرهم، وإلا فأبو بكر وعمر وعلي، رضي الله عنهم- أعلم منه بالحلال والحرام، وأعلم من زيد بن ثابت، رضي الله عنه، في الفرائض، ذكره ابن عبد الهادي، قال: ولم يكن زيد على عهد المصطفى -صلى الله عليه وسلم- مشهورًا بالفرائض أكثر من غيره، ولا أعلم أنه تكلم فيها على عهده، ولا عهد الصديق رضي الله عنهم ... [فيض القدير (١/٤٦٠) ] . ومن المعلوم أن الخلفاء الراشدين مقدمون في الفضل والعلم على سائر الصحابة، رضي الله عنهم جميعًا، فقد أمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-باتباع سنتهم. أخرجه أبو داود (٤٦٠٧) وابن ماجه (٤٢) والترمذي (٢٦٧٦) . ولم يرد هذا في غيرهم من الصحابة، رضي الله عنهم، وقال ابن تيمية: أهل العلم متفقون على أن أبا بكر وعمر أعلم من سائر الصحابة وأعظم طاعة. [الفتاوى الكبرى (٤/٢٧٠) ] .

<<  <  ج: ص:  >  >>