إن نشاط التنصير يأخذ عدة صور؛ ظاهرها الرحمة وباطنها شر كبير، مثل التمريض والتطبيب، أو التعليم، ولكن الهدف الرئيسي هو إبعاد المسلمين عن الإسلام، وللعلم فقد عقد المبشرون في العالم الإسلامي مؤتمرًا في مدينة القدس عام ١٩٢٤م تحت إشراف مجلس التبشير العالمي، وقد خرج هذا المؤتمر بنتائج أهمها:
أولاً: التنبيه إلى خطأ أسلوب التبشير الذي يبدأ بنقد الإسلام وإظهار ضعفه أكثر مما يكشف عن قوة المسيحية، ولكن يجب العكس، البدء بالحديث عن المسيحية وأهميتها.
ثانيًا: أن التبشير يكون أكثر حسمًا بين الأطفال، خاصةً في مراحل التعليم الأولى؛ لأن تعليم الإسلام يتم في مراحل مبكرة للأطفال؛ ولذا يجب التركيز على التعليم؛ وكما قيل في المثل: إذا ظهر السبب بطل العجب.
وختامًا: ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ؛ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدانِهِ، أو يُنَصِّرَانِهِ، أو يُمَجِّسانِهِ". حديث متفق عليه: عند البخاري (١٣٥٨) ومسلم (٢٦٥٨) ، من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه. فالله تعالى قد خلق الأولاد على فطرة الإسلام، والذي يملك زمام التربية هو الكفيل بتوجيه هذه الفطرة إما إلى الخير وإما إلى الشر، ومادام أن بناتك يدرسن في مدرسة الراهبات طول اليوم ولسنوات عديدة، فإني لا أشك أن هذه المدرسة ستترك آثارها السلبية على البنات.
فعليك أيتها الأخت أن تخرجي بناتك من هذه المدرسة وتلحقيهن بمدرسة إسلامية متميزة حتى يتفوقن في التعلم، وكذلك يتفوقن في عقيدتهن ودينهن، وأما سلوك خريجات المدارس الإسلامية فليس بحجة، وإنما الحجة في شرع الله.