ولا خلاف بين سائر علماء المسلمين في عدم صلب المسيح، فكيف يختلفون في نجاته إذا كان المسيح لم يصلب أصلاً، وأما الآية الأولى "إني متوفيك" فمعناها مستوفيك أجلك بعد نزولك إلى الأرض مرة ثانية، أو ملق عليك النوم ورافعك، ويعبر عن النوم بالوفاة كثيراً في القرآن، ويكون المعنى إني ملق عليك النوم حتى لا تشعر بألم عند الرفع حياً إلى حيث يشاء الله، والسنة في قصة المعراج ذكرت أنه في السماء.
وأما الآية الثانية "فلما توفيتني"[المائدة: ١١٧] فلا تعني الصلب بل القبض والأخذ والرفع، ولم يقل عيسى - عليه السلام- فلما صلبتني أو أسلمتني أو صلبني اليهود، والتأكيد على الوفاة ينفي الصلب، أولى بالنصارى أن لا يتمسكوا بالصلب والفدا؛ لأن فيه إهانة للمسيح تتجاوز الحد بحسب النصوص، حيث الضرب والشتم والتحدي والسخرية والتعليق بين اللصوص على الصليب وتمزيق الثياب وطلب الماء وسقياه الخل، وفرار تلاميذه منه، ونكران بطرس علمه به، وتقديم يهوذا الحواري ربه ليصلب، إلخ.. ومع ذلك يزعمون أنه الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة، إن الذي أعلى قدر المسيح ونزهه هو القرآن، وللمزيد اقرأ ما يلي:
بين الإسلام والمسيحية - للخزرجي تحقيق أ. د: محمد شامة.
الأجوبة الفاخرة للقرافي تحقيق أ. د: بكر زكي عوض
تخجيل من صرف الإنجيل المسعودي تحقيق أ. د: بكر زكي عوض.
الإنجيل والصليب عبد الواحد داود تحقيق أ. د: بكر زكي عوض
الإعلام بما في دين النصارى القرطبي تحقيق د: أحمد حجازي السقا
تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب: عبد الله الترجمان.