للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرابع: أنه لما لم يتبين لهم أنها سورة مستقلة، واشتبهت مع الأنفال في قصتها وموضوعها ضمت إليها، ويصلح دليلاً على هذا ما رواه ابن عباس – رضي الله عنهما- فقال: قلت لعثمان بن عفان- رضي الله عنه: (ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا –قال ابن جعفر: بينهما - سطراً: بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال؟ ما حملكم على ذلك؟ قال عثمان: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-مما يأتي عليه الزمان ينزل عليه من السور ذوات العدد، وكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده يقول: "ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا " وينزل عليه الآيات فيقول: "ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا " وينزل عليه الآية فيقول: "ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا " وكانت الأنفال من أوائل ما أنزل بالمدينة، وبراءة من آخر القرآن، فكانت قصتها شبيهة بقصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها وظننت أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطراً: بسم الله الرحمن الرحيم، قال ابن جعفر: ووضعتها في السبع الطول) .

وهذا القول رجحه ابن العربي في أحكام القرآن، والشنقيطي في أضواء البيان.

والأثر الذي استدلا به رحمهما الله: رواه أحمد (١/٥٧ و٦٩) ، وأبو داود (٧٨٦و٧٨٧) ، والترمذي (٣٠٨٦) ، والنسائي في الكبرى (٨٠٠٧) ، والبزار (٣٤٤) ، وابن أبي داود في المصاحف (ص ٣٩) ، وابن حبان (٤٣) ، والحاكم (٢/٢٢١و٣٣٠) ، والبيهقي (٢/٤٢) .

وهو نص في الموضوع، وقد صححه ابن حبان والحاكم، ولكن الصواب أنه ضعيف كما قال الشيخ أحمد شاكر والألباني وشعيب الأرناؤط وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>