إن الأمة التي ما زالت تحتضن مئات الأندية الرياضية يفخر بالانتماء إليها مئات الألوف من الشباب والكهول وغيرهم تهدر طاقاتها، وتستنزف قدراتها على مدرجات الكرة، إن أمة كهذه لا تستحق النصر، وإن بينها وبينه مفاوز تنقطع لها أعناق الإبل، وتنقصم لها ظهورها!
وإن أمة تنتشر فيها مواخير الخلاعة، ومسارح المجون، وشواطئ الفتنة والعري الفاضح لهي أمة صمّاء عمياء بكماء عن كل سبب يمكنها من الوقوف على قدميها لتواجه عدوها ولو بنظرات ساخطة وألسنة حداد، فضلاً عن مناجزة بسيف أو مطارحة بسنان!
والأمة التي ما زالت تلهث وراء أحلام السلام، وسراب الوئام، وما فتئت تثق بعهود اليهود ومواثيق النصارى لهي أمة غارقة في سبات عميق، وغفلة تامة عن مراجعة تاريخها وتصفح فلسفة عداوتها مع خنازير اليهود وعلوج النصارى لتدرك كم هي كثيرة نقاط الخلاف بينهم، وكم هي مستحيلة عملية الالتقاء بهم في طريق وسط!
لا بد أيها المسلمون أن نأخذ بذات الأسباب التي أخذ بها النبي –صلى الله عليه وسلم- في بدر، والخندق، وحنين، وأخذ بها خلفاؤه وأتباعه في القادسية، واليرموك، وعين جالوت، وحطين.
لا بد من تحقيق العبودية الخالصة لله –تعالى-، الخالية من كل شائبة، المتجردة من كل هوى، المتبرئة من كل محدث، وإليها أشار الله –جل ذكره- بقوله:"وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لهم دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ولَيُبَدِّلَنَّهُم مِنْ بَعْد خَوفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنَي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً" الآية [النور:٥٥] .
وحين تتحقق تلك العبودية فوق أرض الواقع مشاهدة ملموسة فساعتها ما أقرب النصر، بل ربما جاز أن نحلف عليه ولا نستثني.