الحمد لله، هذه الرسالة صادرة إما من جاهل مُضَّلل، أو من قاصد للتضليل، فإن ما ذكر مما قيل إنها أسماء للرسول -عليه الصلاة والسلام- منها ما هو اسم له وعلم عليه مثل: محمد وهو أشهر أسمائه - صلى الله عليه وسلم-، ومن أسمائه التي ذكرت في القرآن مما جاء في الخبر عن عيسى عليه السلام، في قوله سبحانه وتعالى:"ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد"[الصف: ٦] ، ومنها أسماء الأشبه أنها صفات للرسول - صلى الله عليه وسلم- وليست أعلاماً عليه، مثل الرؤوف الرحيم، ومنها ما يظنه بعض الناس اسماً وليس اسماً كطه، ولم نتعبد بإحصائها واتخاذها ذكراً في الصباح وفي المساء، وما ذكر بعد هذه الأسماء في هذه الرسالة ليس من الدعاء المشروع الذي يفضل على غيره، وتخصيصه بفضل هو من الابتداع في الدين، والحاصل أن هذه الرسالة دعوة إلى بدعة فلا يجوز نشرها، ولكن معرفة الرسول - صلى الله عليه وسلم- ومعرفة صفاته الكريمة - صلى الله عليه وسلم- هي من العلم النافع، ومما ينبغي للمسلم أن يتلقاه من القرآن ومن سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم-، ولا يحتاج إلى جمع، ولا يشرع جمع أسمائه وصفاته ثم التعبد بتلاوتها، بل هذا لم يشرع في أسماء الله، إنما يشرع من الذكر والدعاء ما أمر الله به ورسوله - صلى الله عليه وسلم-، وما أثنى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم- على أهله، فمن الذكر: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ومن الدعاء:"ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"[البقرة:٢٠١] ، ومن الذكر والدعاء ما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم- من الأذكار في الصباح والمساء وسائر الأحوال. والله أعلم.