للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم –عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام-، وأنه –صلى الله عليه وسلم- ولد بمكة، وأنه نزل عليه القرآن، وأول ما نزل عليه سورة اقرأ وسورة المدثر، ثم إنه هاجر –صلى الله عليه وسلم- بعدما أنذر وبلغ رسالة ربه بمكة ثلاث عشرة سنة، ثم هاجر إلى المدينة فأظهر الله به دين الإسلام، تحقيقاً لقوله تعالى:"هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون" [التوبة: ٣٣] ، والملاحظ أن مثل هذه الآية تتضمن ذكر الأصول الثلاثة فقوله:"هو الذي أرسل" هذا هو ربنا -سبحانه وتعالى-، وقوله:"رسوله" هذا محمد –صلى الله عليه وسلم-، وقوله:"بالهدى ودين الحق" هذا هو دين الإسلام، فقد اشتملت هذه الآية على الأصول الثلاثة، وأمثالها كثير، وقد ذكر الشيخ أن دين الإسلام يشمل أركان الإسلام الخمسة وهي شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام، وأن الإيمان يشمل الأمور الستة وهي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، ويشمل كذلك الإحسان وهو: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وهذا التفصيل دل عليه حديث جبريل الذي رواه مسلم في صحيحه (٨) عن عمر –رضي الله عنه- كما رواه البخاري (٥٠) ، ومسلم (٩) أيضاً من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-، فمن عرف ربه بأسمائه وصفاته، وأنه الإله الحق الذي لا يستحق العبادة سواه، وعرف محمداً –صلى الله عليه وسلم- وأنه رسول الله إلى الناس كافة، وعرف ما جاء به، وآمن بذلك كله، واستقام على طاعة الله ومات على ذلك كان من السعداء المفلحين، فنسأل الله - سبحانه وتعالى- أن يمن علينا بالعلم النافع والعمل الصالح والثبات على دينه إنه تعالى على كل شيء قدير.

<<  <  ج: ص:  >  >>