أما عن قتال المسلمين لليهود فما جاء به الحديث أنه:"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ". أخرجه مسلم (٢٩٢٢) . وليس في الحديث إفناء اليهود من على وجه الأرض، والتقيد بظاهر الحديث أولى.
أما عن القول في قول الله تعالى:(لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)[البقرة: ٢٥٦] . فهذا في وقت الدعوة، والنص الذي فيه قتال اليهود يبيّن أن القتل سيقع في معركة بين اليهود والمسلمين، كما يعتقد النصارى الإنجيليين بمعركة (هيرمجدون) في آخر الزمان، ووقت الإعذار انتهى ولم يبق لأحد عذر.
أما كون القتل ينسب إلى رجل صالح كالمسيح فليس فيه إشكال لأن المسيح مأمور بذلك من عند الله، وهذا ليس بأقل مما ورد في الكتاب المقدس من نسبة القتل، بل الإسراف فيه، إلى رجل صالح أيضًا كيوشع وداود وغيرهم، فعلى سبيل المثال:
في سفر التثنية (١٣: ٢٠، ١٦) يقول الرب في وصاياه لليهود في محاصرة المدن: (وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف. وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك. هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدًّا التي ليست من مدن هؤلاء هنا. وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا فلا تستبق منها نسمة ما) .
وكما يذكر سفر أشعيا (١٣: ١٥، ١٦) بقوله: (كل من وجد يطعن وكل من انحاش يسقط بالسيف. وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم) .