للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واصطلاحاً: يأتي بمعنى الاعتقاد القلبي، فهو مرادف لمعنى العقيدة من هذه الناحية، أي أنه يصدق على كل دين وعقيدة يؤمن بها بشر، فأتباع كل عقيدة ودين هم مؤمنون بتلك العقيدة وذلك الدين، بمعنى أنهم قد عقدوا قلوبهم وضمائرهم على التصديق الجازم بها.

والإيمان الشرعي الذي أمر الله به عباده: يراد به الدين كله، أصوله وفروعه، إذ كلها شعب للإيمان، فكل طاعة شعبة منه، كما جاء في الحديث: "الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة". صحيح البخاري (٩) ، وصحيح مسلم (٣٥) .

وإذا اجتمع لفظ الإيمان ولفظ الإسلام في سياق واحد، كان معنى الإيمان اعتقاد القلب ومحبته وإخلاصه، وكل ما هو من عبادات القلب الباطنة، ومعنى الإسلام حينئذٍ الأمور الظاهرة.

وإذا انفردا في اللفظ كان كل منهما شاملاً للدين كله باطنه وظاهره، أصوله وفروعه، وقد عبّر السلف -رحمهم الله- عن هذا المعنى الشمولي للإيمان بقولهم: (الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص) وأرادوا بالقول مجموع أمرين:

١) القول الظاهر وهو الشهادتان.

٢) القول الباطن وهو الاعتقاد.

وأرادوا بالعمل مجموع أمرين:

١- عمل الباطن، وقصدوا به انقياد القلب وإذعانه بتحقيق أعمال القلوب، كالنية والخوف والرجاء والمحبة ... ونحو ذلك.

٢- عمل الظاهر، وأردوا به أعمال الجوارح التي تؤدى بواسطتها، كالصلاة والزكاة والحج والجهاد ... ونحو ذلك

ودلائل هذا التفصيل مبثوثة في كتب العقيدة الموسعة.

وهذا المعنى الشمولي للإيمان أوسع من مفهوم العقيدة؛ لأنه يشمل الأمور العلمية (النظرية) والأمور العملية.

وأما التوحيد: فهو في اللغة: مأخوذ من وحَّد يوحِّد توحيداً، والواحد هو المنفرد بخصائصه عما سواه، يقال فلان واحد دهره، ووحيد زمانه؛ أي المنفرد فيه إما بعلم أو عقل أو شجاعة أو نحو ذلك.

والمقصود به شرعاً: إفراد الله –تعالى- بما هو من خصائصه كالربوبية والألوهية والأسماء والصفات والأفعال.

<<  <  ج: ص:  >  >>