ومن تلك الأدلة الكونية الدالة على انتصاف الليل مغيب الشفق الأبيض، كما نقل ذلك ابن الجوزي في زاد المسير (٩/٦٥) عن ابن قتيبة حيث قال: (فأما الشفق، فقال ابن قتيبة: هما شفقان: الأحمر والأبيض؛ فالأحمر من لدن غروب الشمس إلى وقت صلاة العشاء ثم يغيب، ويبقى الشفق الأبيض إلى نصف الليل ... ) أ. هـ، وغالباً ما يستدل الأولون بمغيب نجم أو بظهوره على الأوقات الليلية، ومن ذلك الاستدلال على الأوقات بمنازل القمر في بعض الليالي، كما يشير إلى ذلك حديث النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال:"أنا أعلم الناس بوقت هذه الصلاة صلاة العشاء الآخرة، كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصليها لسقوط القمر لثالثة" أخرجه أبو داود (٤١٩) والترمذي (١٦٥) وسنده صحيح كما قاله ابن الملقن في تحفة المحتاج (١/٢٥٢-٢٥٣) ، والله - تعالى - أعلم.