للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي صحيح البخاري (٧٢٨٠) عنه رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى". قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى"

وهؤلاء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم خير هذه الأمة بعد نبيها إذا بلغهم شيء عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عملوا به وتركوا قول غيره كائنا من كان، فقد بلغ علياً -رضي الله عنه- أن عثمان -رضي الله عنه- ينهى عن متعة الحج، أهلَّ علي -رضي الله عنه- بالحج والعمرة جميعا، وقال: ما كنت لأدع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- لقول أحد. أخرجه البخاري (١٥٦٣) ، ومسلم (١٢٢٣) .

ولما احتج بعض الناس على ابن عباس -رضي الله عنهما- في متعة الحج، بقول أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- في تعيين إفراد الحج، قال ابن عباس: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء!! أقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتقولون: قال أبو بكر وعمر

فإذا كان من خالف السنة لقول أبي بكر وعمر تخشى عليه العقوبة فكيف بحال من خالفهما لقول من دونهما، أو لمجرد رأيه واجتهاده!.

ولما نازع بعض الناس عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- فقال: إن عمر يقول كذا وكذا؟ قال له عبد الله: هل نحن مأمورون باتباع عمر أو باتباع السنة؟

وعلى هذا سار من بعدهم من سلف هذه الأمة، إذا بلغهم الدليل عملوا به وتركوا ما سواه. فقد أخرج البيهقي في المدخل (٢٣٤) عن عامر بن يساف قال: سمعت الأوزاعي -رحمه الله- يقول: إذا بلغك عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فإياك يا عامر أن تقول بغيره، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان مبلغاً عن الله تعالى.

وهكذا جميع الأئمة من الفقهاء يوصون جميع أتباعهم باتباع ما دل عليه الكتاب والسنة:

قال مالك رحمه الله: (ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر) ، وأشار إلى قبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

<<  <  ج: ص:  >  >>