أما السؤال عن دليل من يرى السدل فقد جاء في فتح البر في الترتيب الفقهي لتمهيد بن عبد البر (٤/٥٦٤) ، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه- قال: من أخلاق النبيين وضع اليمنى على الشمال في الصلاة) أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٤٢) ، قال أبو عمر: لم تختلف الآثار عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الباب، ولا أعلم عن أحد من الصحابة - رضي الله عنهم- في ذلك خلافاً إلا شيء روي عن ابن الزبير أنه كان يرسل يديه إذا صلى، وقد روى عنه خلافه مما قدمنا ذكره عنه، وذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: "وضع اليمين على الشمال من السنة"، وعلى هذا جمهور التابعين وأكثر فقهاء المسلمين من أهل الرأي والأثر) انتهى، وقال ابن هبيرة في الإفصاح (١/١٢٤) ، (وأجمعوا على أنه يسن وضع اليمين على الشمال في الصلاة، إلا في إحدى الروايتين عن مالك فإنه قال: (لا يسن بل هو مباح، والأخرى عنه هو مسنون كمذهب الجماعة) ، انتهى، هذا ومما تقدم يتبين أن القول الراجح بل الصحيح هو سنية وضع اليمين على الشمال في الصلاة، ودليله حديث وائل بن حجر -رضي الله عنه-، قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبض بيمينه على شماله، روه أبو داود (٧٢٣) والنسائي (٨٨٧) وغيرهما، وصححه الألباني في صفة الصلاة (ص٨٨) . والله أعلم، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه.