للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.. فالجواب أن الحديث الذي ذكره السائل، حديث صحيح، رواه مسلم في صحيحه (٧٠٥) وقدا أجاب عنه العلماء بعدة أجوبة، أرجحها في نظري: أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- إنما فعل ذلك للحاجة وابن عباس - رضي الله عنهما- فعل ذلك ولم يكن في سفر، ولا في مطر، وهو راوي الحديث المذكور عن النبي - صلى الله عليه وسلم- فاستدل بما رواه على فعله، لكن ابن عباس - رضي الله عنهما- جمع لأنه كان في أمر مهم من أمور المسلمين، يخطبهم فيما يحتاجون إلى معرفته، ورأى أنه إن قطعه ونزل، فاتت مصلحته، فكان ذلك عنده من الحاجات التي يجوز الجمع فيها، وبناءً على هذا فيجوز الجمع، إذا كان في تركه حرج، فقد رفعه الله تعالى عن هذه الأمة، كما قال ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، أما ما ذكره السائل، في سؤاله بقوله: فهل يجوز لنا الجمع لظروف العمل والدراسة؟ فنقول لا يجوز ذلك، لأن وقت العمل مستمر وكذا الدراسة، والجمع والحالة هذه مخالف لهدي النبي - صلى الله عليه وسلم- فقد تواتر عن النبي - صلى الله عليه وسلم- المحافظة على أوقات الصلاة، والرسول - صلى الله عليه وسلم- إنما جمع كما في الحديث السابق للحاجة، ولم يستمر على ذلك وليست الدراسة أو العمل من الحاجة، بل كل منهما مستمر، لكن لو أن الإنسان في بعض الأحيان كان متعباً جداً وكان في ترك الجمع حرج، فإنه يجوز له ذلك، لكن بشرط، أن لا يكون بصفة مستمرة أو عادة يستمر عليها، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>