فكيف يجوز أن يأتي هؤلاء يقولون: هؤلاء ما حققوا معنى لا إله إلا الله مع أنه لم يظهر منهم ما يخالف مقتضاها، والمرء إن لم يعصمه الله سبحانه، وإلا فإن مسالك الشياطين في الإضلال تفتح له، والشيطان له كيد وغواية، فيأتي إلى الشخص من حيث الباب الذي يهواه ويشغله، فإن كان من أصحاب العبادة والاحتياط والتنزه جاء بمثل هذه الطامات ليحرمه صلاة الجمعة، أو يحرمه من مشاركة المسلمين في أول صيامهم أو أول عيدهم أو موقفهم بعرفات.
وعلى كل فإن هذا القول مخالف لما في الكتاب والسنة، ومخالف لجماعة المسلمين، نسأل الله سبحانه أن يبصرنا بالحق، ويرزقنا اتباعه، ويعرفنا الباطل ويرزقنا اجتنابه، فإنه سبحانه لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع. - وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم-.