ومن أهل العلم من قال بأن السنن الرواتب ثنتا عشرة ركعة، كما هو مذهب الحنفية، أخذاً بحديث أم حبيبة بنت أبي سفيان- رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير فريضة، إلا بنى الله له بيتاً في الجنة" رواه مسلم (٧٢٨) ، ورواه الترمذي (٤١٥) وغيره بزيادة: "أربعا قبل الظهر, وركعتين بعدها, وركعتين بعد المغرب, وركعتين بعد العشاء, وركعتين قبل صلاة الفجر"، وحديث عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"من ثابر على ثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتا في الجنة, أربع ركعات قبل الظهر, وركعتين بعدها, وركعتين بعد المغرب, وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر" رواه الترمذي (٤١٤) ، والنسائي (١٧٩٤) ، وابن ماجة (١١٤٠) .وبناءً على هذه الأحاديث فإن الإنسان إذا صلى عشر ركعات أو ثنتي عشرة ركعة في كل يوم فقد أحسن وأصاب السنة، ولذلك فإنه يشرع للإنسان أن يصلي قبل الفجر ركعتين، وقبل الظهر ركعتين أو أربع ركعات-يسلم من كل ركعتين- وبعد الظهر ركعتين، وبعد المغرب ركعتين، وبعد العشاء ركعتين. هذا ما يتعلق بالسنن الرواتب، أما التطوع المطلق فبابه واسع، ولا يحدد بعدد معين، بل للإنسان أن يصلي ما شاء من عدد ويسلم من كل ركعتين، في أي وقت شاء، ما لم يكن وقت نهي، فلا يجوز أداء النفل المطلق فيه. والله الموفق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.