للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا كان هذا الأمر من دون اختيار لك، وخشيت عليهم لو تركتيهم أن يزيد تشويشهم عليك في الصلاة فلا بأس، أما إذا كان يمكن دفعهم ومنعهم فإن هذا المتعين، والنبي – صلى الله عليه وسلم- حمل أمامة بنت بنته خوفاً عليها من أن يصدر منها تشويش يؤذي النبي – صلى الله عليه وسلم- ويؤذي جميع المصلين، انظر ما رواه البخاري (٥١٦) ، ومسلم (٥٤٣) ، حديث أبي قتادة – رضي الله عنه - وليس هذا دليلاً على أن الإنسان إذا دخل في الصلاة يبدأ اللعب مع أطفاله، قد جاء في سؤالك أنك تداعبين أطفالك أثناء الصلاة، ومن أركان الصلاة الطمأنينة والمداعبة عبث، والعبث يبطل الصلاة، فيجب عليك وعلى غيرك أن تتقوا الله وتؤدوا الصلاة تامة بأركانها وشروطها، وواجباتها، وأن يبعد الإنسان عنه ما يشغله عن الخشوع، لأن الخشوع هو لب الصلاة، والله – تعالى- يقول: "قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون" [المؤمنون:١-٢] ، ويقول – جل وعلا-: "ألم يأن للمؤمنين أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق" [الحديد:١٦] ، فيجب على الإنسان أن يزيل عنه المشاغل الحسية والمعنوية، ولهذا نهى النبي – صلى الله عليه وسلم- الإنسان إذا كان بحضرة طعام أو يدافع الأخبثين أن يصلي، وأمره أن يتخلص من هذه قبل الصلاة، فقال عليه الصلاة والسلام: "لا صلاة بحضرة الطعام ولا هو يدافعه الأخبثان"رواه مسلم (٥٦٠) من حديث – عائشة – رضي الله عنها -، وهذه الأخت السائلة تقول: إنها تداعب الأطفال في أثناء الصلاة، فمداعبتهم هذا عبث وتعمد، وكثرة العبث تبطل الصلاة، فعلى هذه السائلة وغيرها أن ينتبهوا لهذه المسألة، وقالت: إنها تفقد بالطبع التركيز والخشوع في صلاتها التي تؤديها، كمجرد فرض، دون خشوع في معظم الأحيان، هذا دليل على أنها جعلت الصلاة مجرد حركات لا روح فيها، وهذا تلاعب وإهمال وعدم مبالاة في حق الصلاة، وقالت أيضاً: حتى لو أن الأطفال ليسوا معي فإني أجاهد نفسي لكي أتمعن في صلاتي، ولكن

<<  <  ج: ص:  >  >>