عاش المفكر الإغريقي أرسطو Aristotle في القرن الرابع قبل الميلاد, وقد أصاب شهرة واسعة؛ نتيجة لتأملاته في كثير من الظواهر الطبيعية قبل اكتشاف المجهر في القرن السابع عشر, وله مساهمات تجريبية في وصف تطور جنين الدجاجة وغيرها بالعين المجردة، حتى إن البعض يعتبره واضع أساس علم الأجنة, ومع ذلك فقد جاءت الثورة العلمية الحديثة ابتداء من القرن السابع عشر بمكتشفات نقضت معتقداته, ومن ذلك اعتقاده بتخلق الجنين من دم الحيض نتيجة للاتحاد مع السائل المنوي, وليس هو أول من وصف تطور جنين الدجاجة من الإغريق فقد سبقه (أبو قراط) Hippocrates بحوالي قرن عدا كثير من اجتهاداته في الطب، حتى إن كثيراً ممن يحاول من الغربيين قصر نسبة تاريخ العلوم على أسلافه يعتبره أبا الطب, وربما كان (جالن) Galen الذي عاش في القرن الثاني قبل الميلاد أكثر دقة من أرسطو في كثير من أوصاف أجنة الحيوان بالعين المجردة, وفي العصور الوسطى قبل عصر النهضة عاشت أوروبا في كساد علمي لم يتجاوز كثيرا ترديد أفكار الإغريق, ولذا يتعجب البروفيسور (كيث مور) في كتابه من وفرة وتآزر الحقائق العلمية المتعلقة بخلق الجنين في القرآن, فيقول: "لم تُضف في العصور الوسطى معلومات ذات قيمة في مجال تخلق الجنين, ومع ذلك قد سجل القرآن في القرن السابع وهو الكتاب المقدس عند المسلمين أن الجنين البشري يتخلق من أخلاط تركيبية من الذكر والأنثى, مع بيان تخلق الجنين في أطوار ابتداءً مما يماثل في التركيب قطيرة أو نطفة تنغرس وتنمو في الرحم كالبذرة.. ومع وصف الجنين في أول مرحلة بما يماثل العلقة Leech التي تعيش على مص دماء الغير، ثم مما يماثل كتلة ممضوغة بما فيها من علامات أسنان وانبعاجات وهو ما يتفق تماما مع تطور الأعضاء في المرحلة التالية, وإذا أردت مزيدا من الأوصاف العلمية في القرآن في مجال علم الأجنة فإني أحيلك إلى كتابي طبعة ١٩٨٦.., مع العلم أن أول من درس جنين الدجاجة