٢- نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن كتابة غير القرآن في أحاديث كثيرة، منها ما رواه الإمام مسلم في صحيحه (٣٠٠٤) : "لاَ تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا إِلاَّ الْقُرْآنَ فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ " وهذا لفظ أحمد (١١١٤٢) . وهذا حث من النبي -صلى الله عليه وسلم -وأمر بكتابة القرآن، ودليل على عناية الصحابة - رضي الله عنهم- بكتابة الوحي، وأنهم قد تجاوزوا تدوين القرآن إلى تدوين كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- مما دعاه عليه الصلاة والسلام أن ينهاهم عن كتابة شيء غير القرآن.
٣- عن ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: قلت لعثمان بن عفان - رضي الله عنه- ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال؟
فقال عثمان- رضي الله عنه-: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وإذا نزلت عليه الآية فيقول ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا) . أخرجه الترمذي (٣٠٨٦) وأبو داود (٧٨٦) والنسائي في السنن الكبرى (٨٠٠٧) والبيهقي في السنن الكبرى (٢/٤٢) وأحمد (٣٧٦) . فهذا دليل على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر بكتابة كل ما ينزل عليه من القرآن مباشرة.