وما ورد عند النسائي (١٩٢١) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرت به جنازة فقام -عليه الصلاة والسلام- فقيل: إنها من أهل الأرض -يعني الذميين- وفي رواية إنها يهودية، فقال:"أليست نفساً" فقد اختلفت العلة في قيام النبي -صلى الله عليه وسلم- لهذه الجنازة فقد ورد في رواية جابر عند النسائي (١٩٢٢) قال: قلت يا رسول الله، إنما هي جنازة يهودية، فقال:"إن للموت نزعاً" وفي رواية لأنس (١٩٢٩) قال -صلى الله عليه وسلم-:"إنما قمنا للملائكة" وعلل الحسن البصري -رحمه الله- قيام النبي -صلى الله عليه وسلم- لجنازة اليهودي بقوله: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في طريقها جالساً، فكره أن تعلو رأسه جنازة يهودي فقام. (سنن النسائي ١٩٢٧) .
علماً بأنه ذهب بعض أهل العلم كابن عباس - رضي الله عنهما- وغيره إلى نسخ القيام للجنازة مطلقاً، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يعد يقوم بعد ذلك كما قاله ابن عباس -رضي الله عنهما-، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.