وكون محافظ البنك المركزي ومعاونوه هم الذين يحددون سعر الفائدة وليس أنتم والموظفون المماثلون لكم لا يعني ذلك جواز عملكم، فأنتم من ينفذه ويطبقه ويعمل بمقتضاه ... أليس كذلك؟ بلى، وقد لعن النبي -صلى الله عليه وسلم- آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه.."، رواه مسلم (١٥٩٨) من حديث جابر -رضي الله عنه-. فكل من يتعامل بالربا، أو يكتبه، أو يحسبه، أو يراجعه، أو يراقبه، أو يعين عليه داخل في اللعن والنهي والحرمة، -نسأل الله السلامة-.
وأما العمل في الأقسام التي لا تتعلق بالفائدة مطلقاً -في البنك المركزي-، مثل: طبع النقود (البنكنوت) ونحو ذلك مما لا علاقة له بالربا فلا بأس به.
وهاهنا مسألة ذكرها السائل، وهي: أن البنوك الإسلامية مثل الربوية فهذا ليس بصحيح، والاسترشاد بالعائد الذي تدفعه البنوك الأخرى لا يجعل من عملها أمراً محرماً.
ولا شك أن السائل يدرك -بحكم طبيعة عمله- العوائق والصعوبات والمحاربة التي تجدها البنوك الإسلامية من البنوك المركزية، ومن الأجهزة الرسمية الأخرى، ومن طبيعة الأسواق العالمية والنظام الدولي فلا بد من تفهم هذا، والله أعلم.