للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما أثر ابن عباس الوارد في السؤال فقد أخرجه الأزرقي في أخبار مكة (١/ ٣٢) من طريق سعيد بن سلام عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس أنه قال: " لما كان العرش على الماء قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بعث الله تعالى ريحا هفافة فصفقت الماء فأبرزت عن خشفة في موضع هذا البيت كأنها قبة فدحا الله الأرضين من تحتها فمادت ثم مادت فأوتدها الله تعالى بالجبال فكان أول جبل وضع فيها أبو قبيس فلذلك سميت مكة أم القرى".

وسعيد بن سلام أبو الحسن البصري العطار، ضعيف، قال البخاري: سعيد بن سلام أبو الحسن العطار البصري يذكر بوضع الحديث، وقال أحمد بن حنبل: كذاب، وضعفه النسائي [ينظر: الكامل لابن عدي (٣/٤٠٤) ، الضعفاء للعقيلي (٢/١٠٨) ، الميزان (٢/ ١٤١) ] .

وطلحة بن عمرو الحضرمي المكي، ضعفه ابن معين وغيره، وقال أحمد والنسائي: متروك الحديث، وقال البخاري وابن المديني: ليس بشيء. [ينظر: الكامل لابن عدي (٤/١٠٧) ، الضعفاء للعقيلي (٢/٢٢٤) ، (الميزان (٢/٣٤٠) ] .

وقد أخرجه الطبري في تفسيره (٣/٦٠) من طريق عبد الرزاق عن ابن جريج قال: قال عطاء وعمرو بن دينار: بعث الله رياحاً فصففت الماء، فأبرزت في موضع البيت عن حشفة كأنها القبة، فهذا البيت فمنها، فلذلك هي " أم القرى ". قال ابن جريج: قال عطاء: ثم وتدها بالجبال كي لا تكفأ بميد فكأن أول جبل " أبو قبيس ".

أما قوله سبحانه وتعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا) ، فرتقاً: مصدر رتقه رتقاً إذا سده، يقال: رتق فلان الفتق رتقاً إذا ضمه وسده، وهو ضد الفتق الذي هو بمعنى الشق والفصل. وللعلماء في هذا الآية خمسة أقوال:

<<  <  ج: ص:  >  >>