تشير الأبحاث العلمية إلى أن تاريخ الكون ضارب في القدم, وأقرب الحسابات هي أن عمره حوالي ١٢.٥ (١٠-١٥) بليون سنة, وأن آخر معالم التكوين هي تشكل القشرة الصخرية للأرض واستقرار الجو المحيط بها منذ حوالي ٢٥٠ مليون سنة, وهكذا تشكل العالم بخلاف ما اعتقد سابقا في بلايين من السنين تكونت فيها لبنات البناء المتسع الأرجاء بالتسلسل إلى أن تشكل أصل كوكبنا مع بقية أفراد المجرة وهو ما يعرف بسديم النظام الشمسي Solar System Nebula منذ ما يزيد عن ثمانية بليون سنة, وبعد ذلك انفصلت كتلة الأرض وتميزت وتقلصت تحت تأثير جاذبية مادتها وتشكلت طبقاتها الداخلية جميعا بنزول أثقل المواد نحو الباطن خاصة الحديد وخروج أخفها ليشكل السطح الصخري والجو منذ ما يزيد عن أربعة بليون سنة تمثل عمرها الجيولوجي, وبذلك يمكن تقسيم مراحل نشأة العالم المحيط بنا إلى ثلاثة أزمنة رئيسية متعاقبة تكونت فيها الأجرام السماوية ثم تكون أصل الأرض ثم تكونت طبقات الجو من دخان تبدد معظمه وتكونت معها أصول الألواح القارية كجزر تمتد وتميد فوق دوامات الصهير إلى أن ثبتتها الجبال, ونصيب الأرض على هذا باعتبار الأصل مرحلتين من الثلاث, فإذا كان خلق العالم كله في ستة أيام - إن شئت أن تعبر بأيام الأسبوع المعهودة عن تلك الأزمنة الهائلة فوق كل التصورات القديمة - فإن خلق الأرض بدون السطح الصخري والجو في يومين ومجموع فترات خلقها أربعة أيام, وتعجب أن تجد تلك الحصيلة العلمية التي اكتشفت وحققت في حوالي ثلاثة قرون تكاد تلمس فحسب بعض جوانب من التفصيل المعجز في قوله تعالى:] قُلْ أَإِنّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالّذِي خَلَقَ الأرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبّ الْعَالَمِينَ. وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا فِيَ أَرْبَعَةِ أَيّامٍ سَوَآءً لّلسّآئِلِينَ. ثُمّ اسْتَوَىَ إِلَى السّمَآءِ