٢- أهمية الجد والعمل: والإسلام يحث على العمل فالحق جل وعلا يقول:"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"[التوبة:١٠٥] ، ويبين أثر العمل في الجزاء بقوله:" هل تجزون إلا ما كنتم تعملون"[النمل:٩٠] وقوله:"هل جزاء الإحسان إلا الإحسان"[الرحمن:٦٠] ، وما أكثر الآيات التي تقرن بين الإيمان والعمل الصالح، ويضاف إلى ذلك أن الجد في العمل وتحمل المسؤولية أمر مهم فالله جل وعلا يقول:"يايحيى خذ الكتاب بقوة"[مريم:١٢] ويقول:"خذوا ما آتيناكم بقوة"[البقرة:٦٣] ، والمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول:" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف"رواه مسلم (٢٦٦٤) ، ويحث على الجدية والاتقان فيقول:" إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" رواه البيهقي في شعب الإيمان (٤/٣٣٤) ، ويبين استمرارية العمل إلى آخر لحظة في العمر فيقول:" إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم إلا أن يغرسها فليغرسها " رواه البخاري في الأدب الفرد (٤٧٩) وأحمد (١٢٩٠٢) ، فالمسلم منقلب بين عمل دينه ودنياه في جد وعزم لأن الله جل وعلا يقول:"فإذا فرغت فانصب"[الشرح:٧] .
٣- أهمية النفع والإنتاج: المفهوم الإسلامي يوضح أن الدنيا مزرعة الآخرة، وأنها ممر والآخرة مقر، وأن المسلم عليه أن يعمل لأخراه، وأن يحقق النفع في دنياه، وأن يحسن عمارة الدنيا وقيادة الحياة:"وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه"[الجاثية:١٣] ، "هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه"[الملك:١٥] ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحث على النفع العام فيقول:" ما من مسلم يغرس غرساً " البخاري (٢٣٢٠) ، ومسلم (١٥٥٢) فأمتنا الإسلامية اليوم متأخرة عن غيرها في العلم والعمل والإنتاج، لتفريطها في اغتنام الأوقات، والجد في الأعمال، فحري بكل مسلم أن لا يضيع وقته، أو يقصر في عمله، أو يقلل من إنتاجه.
وفي ضوء ما سبق فإن الترفيه واللهو إن كان مباحاً فينبغي أن يراعى فيه ما يلي:
١- أن لا يشغل عن عبادة وطاعة واجبة بتضييعها أو تأخيرها.
٢- أن لا يستغرق أوقاتاً طويلة تضيع سدى دون فائدة.
٣- أن لا يتخذ ديدناً وعادة يفرغ لها وقت دائم ومنتظم.
٤- أن لا يشغل عما هو أولى منه وأكثر أهمية في تحقيق المصالح الدينية والدنيوية.
٥- أن لا يصاحبه محرمات كالرهان والقمار أو السباب والخصام ونحو ذلك.
وأما بالنسبة للسؤال عن الدومينو فإن كان المقصود بها اللعبة المشهورة باسم (الضومنة أو الدومنة) التي فيها قطع بيضاء كل واحدة مقسومة إلى قسمين فيها نقاط سوداء تبدأ من الصفر وتنتهي إلى ستة فهذه اللعبة على الطريقة المعتادة فيها ليست محرمة، وفيها بعض الذكاء للوصول إلى الفوز، كما أن فيها مع الذكاء التعاون للوصول إلى الفوز، في حالة لعب أربعة أشخاص كل اثنين منهم فريق.
وإما إن كان المقصود بالدومينو اللعبة التي فيها مربعات وقطع محددة ذات لونين لكل لاعب لون وتتحرك هذه القطع في مسار قطري يكون الفوز لصاحب القطع التي تأكل أو تخرج القطع الأخرى شيئاً فشيئاً حتى تخرجها جميعاً ففي هذه اللعبة ذكاء وتيقظ والذي يظهر أنه لا حرمة فيها.