للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما جاء عن بعض السلف من مواصلة الصيام على الدوام ومواصلة القيام كان ذلك باجتهاد منهم، وأكثر ما وقع ذلك من بعض العباد، وهو بكل حال خطأ؛ لأنه خلاف هديه عليه الصلاة والسلام، وخلاف ما أرشد إليه -صلى الله عليه وسلم- في قوله: "يسروا ولا تعسروا" رواه البخاري (٦١٢٥) ، ومسلم (١٧٣٤) من حديث أنس-رضي الله عنه-،وفي قوله -صلى الله عليه وسلم-: "سددوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيءٌ من الدُّلجة، والقصد القصد تبلغوا" رواه البخاري (٦٤٦٣) ، ومسلم (٢٨١٦) من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-، ومعلوم أن خير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم-، والاقتصاد في العبادة هو لزوم هديه عليه الصلاة والسلام المشتمل على التيسير البريء من الإفراط والتفريط.

وأما قولك: كيف أكون عالماً ربانياً؟ فنقول: سل الله من فضله، وخذ بأسباب ذلك حسب استطاعتك، والله - سبحانه وتعالى- يؤتي فضله من يشاء، ولا يوصف بالربانية إلا من كان عالماً، عاملاً معلماً، ومن طلب فضل الله واتقى الله جعل له من أمره يسراً، ولو لم تظفر إلا بالنية الصالحة والعزيمة الصادقة فالله يثيبك على ذلك، ويبلغك من ذلك ما قدر لك، وهو سبحانه وتعالى أعلم حيث يجعل فضله، والله ذو الفضل العظيم. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>