للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١- ما جاء في صلح الحديبية عندما ناقش عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - النبي -صلى الله عليه وسلم - عن الصلح، وفيه قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-: فأتيت نبي الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: ألست نبي الله حقا قال: "بلى" قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: "بلى" قلت: فلم نعطي الدنية في دينناإذاً؟ قال: "إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري" قلت: أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: "بلى فأخبرتك أنا نأتيه العام" قال قلت: لا قال: "فإنك آتيه ومطوف به" قال: فأتيت أبا بكر - رضي الله عنه - فقلت: يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا؟ قال: بلى قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال: أيها الرجل إنه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه فوالله إنه على الحق قلت: أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى أفأخبرك أنك تأتيه العام قلت: لا قال: فإنك آتيه ومطوف به قال الزهري: قال عمر - رضي الله عنه -: فعملت لذلك أعمالا ... أخرجه البخاري (٢٧٣١ -٢٧٣٢) ،، وموطن الشاهد منه قوله رضي الله عنه: (فعملت لذلك أعمالا) ، قال الحافظ ابن حجر:" المراد به الأعمال الصالحة ليكفر عنه ما مضى من التوقف في الامتثال ابتداء، وقد ورد عن عمر - رضي الله عنه - التصريح بمراده بقوله: أعمالا، ففي رواية ابن إسحاق وكان عمر- رضي الله عنه- يقول: (ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ مخافة كلامي الذي تكلمت به) ، وعند الواقدي من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: عمر- رضي الله عنه- لقد أعتقت بسبب ذلك رقابا وصمت دهرا" فتح الباري (٥/٣٤٦) .

٢- ما جاء في صحيح البخاري (٦٠٧٥) وغيره من حديث عائشة -رضي الله عنها- لما خاصمت عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - فنذرت أنها لا تكلمه أبدا، ثم إنه دخل عليها بعد ذلك وطفق يناشدها ويبكي، وطفقت تبكي وتقول: إني نذرت والنذر شديد، فلم يزل بها حتى كلمته، ثم أعتقت عن نذرها ذلك أربعين رقبة، ثم كانت تذكر نذرها ذلك بعدما أعتقت أربعين رقبة فتبكي حتى تبل دموعها خمارها. فهنا رأت عائشة -رضي الله عنها- التكفير بهذا القدر مع أن الواجب في هذه الحال كفارة يمين.

٣- ما جاء في الأوسط للطبراني (٢/٣٣٥) أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه اشتغل فأخر المغرب حتى طلع نجمان، فأعتق رقبتين لتأخيره المغرب حتى طلع النجمان.

٤- ما جاء في سير أعلام النبلاء (٩/٢٢٣-٢٢٨) عن ابن أبي حاتم قال حدثنا أبي حدثنا حرملة سمعت ابن وهب يقول نذرت أني كلما اغتبت إنسانا أن أصوم يوما فأجهدني فكنت أغتاب وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنسانا أن أتصدق بدرهم فمن حب الدراهم تركت الغيبة. قال الذهبي هكذا والله كان العلماء، وهذا هو ثمرة العلم النافع "وقد قال الذهبي في أول ترجمته: "عبد الله بن وهب بن مسلم الإمام شيخ الإسلام أبو محمد الفهري مولاهم المصري الحافظ.

فهنا نجد الإمام الذهبي على جلالة قدره لم ينكر هذا الفعل على ابن وهب، مع أنه نص في محل سؤال السائل، بل عده من فضائله وحسناته.

<<  <  ج: ص:  >  >>