الحمد لله، أسماء الله الحسنى إنما تستمد من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فلا طريق للعباد إلى معرفة أسمائه سبحانه إلا بالرجوع إلى ما أنزله الله على نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم- من الكتاب والحكمة، والله قد أغنانا بكتابه وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم- عن كل ما سواهما، وكل ما يسمى الله به مما لم يرد به كتاب ولا سنة فلا يجوز اعتقاد أنه اسم لله، وما يروى عن الأنبياء السباقين عليهم الصلاة والسلام، والكتب السابقة أحسن أحواله أن يكون من جنس أخبار بني إسرائيل تعرض على كتاب الله، وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم- فما دل على صدقه صدقناه، وما دل على كذبه كذبناه، وما لم يتبين فيه هذا ولا ذاك توقفنا فيه، كما قال – صلى الله عليه وسلم-: "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: "آمنا بالله وما أنزل ... " [البقرة: ١٣٦] ، رواه البخاري (٤٤٨٥) من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-"، وما ذكرتيه أيتها السائلة عن هذا الكتاب المسمى (بملكوت الله) يجب أن ينظر في هذه الألفاظ التي تسمى أو تعرف بالأسماء الإدريسية، ولعلهم يزعمون أنها مما جاء بها نبي الله إدريس عليه السلام، وما يزعمه هذا المؤلف من فضل هذه الأسماء الأظهر أنه من افتراءات الصوفية وبدعهم، ومزاعمهم التي لا يستندون فيها إلى برهان، ويؤيد ما ذكرت أن هذه الأسماء نسبها مؤلف الكتاب إلى عمر السهروردي، ويوسف النبهاني، فظاهر ما ذكر عنهما أنهما من شيوخ الصوفية فيجب الحذر من هذا الكتاب، أعني المسمى بملكوت الله، وعدم الاغترار بما ادعاه من فضل هذه الأسماء والأذكار، وهذه عادة أصحاب الطرق يبتدعون أذكاراً ويذكرون لها فضائل ما أنزل الله بها من سلطان، فعليك أيتها السائلة بالإقبال على كتاب الله، وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم-، وكتب أهل العلم الموثوقين مثل (رياض الصالحين) ، و (الأذكار) للنووي، وأسماء الله، -ولله الحمد- موجودة ميسرة في القرآن، واقرئي