ولم يرد في نصوص الشرع ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد في الثلث الأخير من الليل ولا في أوله، وثلث الليل كله فاضل من كل يوم، وإنما كان كذلك لنزول الرب تبارك وتعالى فيه إلى السماء الدنيا وندبه عباده إلى مناجاته ودعائه واستغفاره في ذلك الوقت، وما ورد من تخصيص فهو ما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند الترمذي (٣٥٧٠) وغيره أنه بينما هو جالس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه علي بن أبي طالب فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا أبا الحسن أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع بهن من علمته ويثبت ما علمته في صدرك قال: أجل يا رسول الله فعلمني قال: إذا كانت ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب وهي قول أخي يعقوب لبنيه سوف أستغفر لكم ربي حتى تأتي ليلة الجمعة فإن لم تستطع فقم في وسطها فإن لم تستطع فقم في أولها" الحديث، وهذا يشكل على ما ورد في السؤال؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين، وما جاء في الحديث خاص بليلة الجمعة.
فتحديد ساعة الإجابة بأنها الساعة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا دليل عليه، بل هو من محدثات الصوفية ومخترعاتهم، وكل ما بني على شيء محدث لا أصل له في الدين فهو باطل.
أما اجتماع أهل الديوان في غار حراء في تلك الساعة!! فأولاً: لا أدري ما المقصود بأهل الديوان؟ أهم أهل واحد من الأقسام الثلاثة الذين وردوا في حديث عائشة رضي الله عنها:"الدواوين عند الله ثلاثة" أحمد (٢٦٠٣١) ، والحاكم (٤/٥٧٥) ، والبيهقي في الشعب (٧٤٧٣-٧٤٧٤) ..وضعف الألباني سنده، فهذا ما لا يدرك إلا بالشرع لأنه من الغيب، ولا دليل على ذلك. ولا يدرك بالكشف ولا بالذوق.
اللهم لا تجعلنا ممن قلت فيهم:"قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا"[الكهف: ١٠٣-١٠٤] .