للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن هذه الروايات كما هي ساقطة يُنكرها الدين، ويستهجنها العقل الصحيح، ويمجُّها الخلق السوي، فهي ضعيفة مهلهلة -كذلك- من ناحية الذوق الأدبي والفن الروائي، وكان الزمن - لو أنا صبرنا- كفيلاً بإسقاطها ونسيانها، ولذا فإن أفضل طريقة للرد على هذه الأعمال المتسفلة هو ترك الرد وإغفالها، وكان ينبغي -لو كنا نتحرك بوعيٍ ونعمل العقل- ألاّ تستخفنا هذه الأعمال الساقطة التي ليس فيها أدنى شبهة يُخشى اعتلاقها بالنفوس فتستوجب كشفها ودحضها. إنها تشبه ثرثرة السفيه وهذيان الثمل والذي لا يحسن أن يقابل إلا بالسكوت والاستغفال.

والأمر كما قال الشاعر:

لو كل كلب عوى ألقمته حجراً لأصبح الصخر مثقالاً بدينار

والعجيب المؤسف أن واحداً من أصحاب هذه الروايات السخيفة له من المقالات والمؤلفات الفكرية ما هو أخبث وأشدُّ على العقول والأخلاق من رواياته الماجنة، وفيها من الشُّبه والتشكيك في الثوابت والمساومة عليها ما لا يوجد عشر معشارها في رواياته، ولكننا -وياللحسرة- لم نجد لها عند الغيورين من الإنكار وردّة الفعل مثل ما كان منها على رواياته الساقطة.

وهذا شاهد يضم إلى شواهد أخرى كثيرة بأن تعاملنا مع الواقع المسخوط -أحياناً- تسيره العاطفة ويغيب عنه العقل والمشورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>