فكل الأمة مقرة بتوحيد الربوبية، بل المشركون أنفسهم مقرون بتوحيد الربوبية، قال تعالى:"ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله"[لقمان: ٢٥] . فهذا الجانب من جوانب التوحيد لا تنكره قريش، فدل على أن النبي-صلى الله عليه وسلم- جاء يدعوهم لشيء أنكروه وهو توحيد العبادة معنى "إله" فقال قولوا: لا إله إلا الله، أي لا معبود، ولم يرد: لا خالق؛ لأنهم لا ينكرونه.
فإذا جاء أحد من المسلمين وفسر"لا إله إلا الله" بمعنى لا خالق إلا الله، فنقول: هذا خطأ يبين له من خلال التقسيم هذا ... إلخ
فكان هذا التقسيم مساعداً لبيان جوانب الصواب وجوانب الخطأ في العقائد.
وبهذا يتبين أن التقسيم لا يترتب عليه تثليث ولا تربيع وإنما لزيادة الإيضاح، وأما معاني تلك الأقسام فهي واضحة في تفسير الآيات في كتب التفاسير، فبالرجوع إليها يتضح التقسيم.