وإذا قال:"الرحمن الرحيم" وحَّد الله بأسمائه وصفاته، فأثبت لله ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات موحداً الله بكمال الصفة وحسنها، وعدم مشابهة صفات الله لصفات خلقه.
وإذا قال:"إياك نعبد" وحَّد الله بتوحيد الألوهية، فلا إله يستحق العبادة إلا الله سبحانه وتعالى.
فما أقسام التوحيد إلا إيضاح وترتيب لما دل عليه القرآن، وليس هذا التقسيم توقيفياً يترتب عليه صحة الإيمان أو كماله؛ بدليل أن العلماء قد اختلفوا بين من قسم التوحيد ثلاثة أقسام، وآخرون يقسمونه إلى قسمين بحيث يدخلون توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات في قسم، وتوحيد الألوهية في قسم آخر.
وفي نظري أن المسألة لا تحتاج إلى مزيد من الإطالة لوضوحها، وأن الخوض فيها وفي منشأها وأول من قال بها ما هو إلا خوض في شيء ظاهر القرآن الكريم والسنة النبوية على إثباته، فلا حاجه إليه والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آلهه وصحبه.